«يدافع عنهم في كل الأحوال وينافح.. يبرر أخطاءهم إن لم يتجاهلها أساساً.. يسعى لنصرتهم دوماً.. يصم أذنيه عن أي نقد يوجَّه لهم».. هذه باختصار حكاية عمر المهنا رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة مع الحكام السعوديين؛ فهو يرى أن الحكم المحلي منزه عن الأخطاء، ولا يتأثر بالضغوطات، وليس لديه «ميول»؛ لذلك يريد أن يستأثر هو وحكامه بكل شيء، ويقودون كل المباريات مهما كان حجمها وأهميتها، ومهما كانت أخطاؤهم. خلال أيام قليلة فشل عدد من الحكام الذين يعتبرون كباراً فشلاً ذريعاً في قيادة مباريات كُلفوا بها.. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قدّم الحكم الدولي فهد المرداسي شهادة الفشل وهو يقود مباراة الهلال والفتح الدورية التي انتهت بـ 3 أهداف لكل منهما؛ إذ احتسب هو ومساعداه هدفين على الأقل من أهداف الفتح الثلاثة رغم عدم شرعيتها, إضافة إلى تجاهله احتساب ركلة جزاء للهلال في الثواني الأولى عندما ارتطمت الكرة بيد أحد مدافعي الفتح, رغم أنه هو ذاته احتسب جزائية للأهلي أمام هجر من كرة مشابهة تماماً. وفي مباراة الاتحاد والقادسية الدورية «خبّص» الدولي الآخر تركي الخضير، وارتكب العديد من الأخطاء، لعل أبرزها حرمانه القادسية من ركلة جزاء صريحة، واحتسابها خطأ من خارج المنطقة، وجاء منه هدف التعديل, إضافة إلى منحه لاعباً قدساوياً إنذارين قبل أن يتم تنبيهه من قِبل الحكم الرابع والمراقب بناء على إعادة اللقطة تلفزيونياً. وفي مباراة الشباب ونجران الدورية أيضاً لم يحتسب حكمها مشاري المشاري هدفاً صحيحاً لنجران بإشارة خاطئة من مساعده. أما في نهائي كأس سمو ولي العهد فحدث ولا حرج؛ إذ اخترع الدولي مرعي عواجي ومساعداه، وخصوصاً محمد العبكري، الذين أصر المهنا ولجنته على تكليفهم، قوانين جديدة حسب هواهم وأمزجتهم, ففاجؤوا الأهلاويين قبل الهلاليين بعدم احتساب هدف هلالي صحيح، لا غبار عليه، سجله ناصر الشمراني, وجاء الإلغاء بإشارة خاطئة من العبكري الذي ألّف قانوناً من رأسه. كما حرم مرعي والعبكري الهلال من مشروع هجمة انفرادية للاعبه إدواردو وجزائية لنجمه العابد. ولم ينجح مرعي في الوقوف بحزم أمام بعض الألعاب العنيفة التي خرج بسببها صاحبا الهدفين الهلاليين ناصر الشمراني ونواف العابد بكدمات قوية، قد تطيل غيابهما، وخصوصاً الثاني! وللعلم فقط، فإن ما قدمه العبكري في المباراة دفع جميع المتابعين للتساؤل عن ماهية الأسس والمعايير التي اختير بموجبها وكُرّم بمشاركته في النهائي والتشرف بالسلام على سمو راعي المباراة، وهو الذي لم يمض سوى أسابيع قليلة على استبعاده بقرار من اللجنة الفنية في الاتحاد الآسيوي من بطولة آسيا للمنتخبات تحت 23 سنة التي أُقيمت في قطر بسبب أخطائه الفادحة!! أبعد كل هذا ما زال المهنا راضياً عن حكامه؟! وهل ما زال يراهن عليهم رغم كل ما حدث؟! نحن لسنا ضد الحكم المحلي, ولكننا ضد الانتصار للرأي مهما كان, وضد الإصرار على وضع الحكم تحت الضغط كما حصل مع مرعي ومساعديه؛ إذ أصر المهنا على أن يكون تحكيم النهائي «محلياً» رغم طلب الناديين قبل وقت كاف من المباراة أن يكون الطاقم أجنبياً.