أحمد حسن. القاهرة، 22 فبراير/شباط (إفي): مهد فريقا العاصمة، ريال وأتلتيكو مدريد، الطريق لبرشلونة للتتويج بالليجا الإسبانية، بعد سقوطهما في فخ التعادل أمام مالاجا وفياريال على الترتيب، ليصبح الطريق أقرب للفريق الكتالوني للاحتفاظ بلقب الدوري قبل 13 جولة على ختام المسابقة. فالطريق أصبح مفتوحا أكثر للنادي الكتالوني للاحتفاظ بلقبه للموسم الثاني على التوالي والثامن له بالليجا في آخر 12 موسما، بعد انفراده بصدارة الجدول بفارق 8 نقاط عن أتلتيكو و9 عن غريمه التقليدي ريال مدريد. ورغم صعوبة المهمة على أبناء مدريد، إلا أن التاريخ يذكر مرة واحدة نجح فيها فريق في التتويج باللقب رغم تأخره بتسع نقاط، وهو برشلونة نفسه، بعد مرور 24 جولة وذلك في موسم 1998-99. كما أن لفالنسيا سابقة أخرى كانت في التتويج باللقب رغم التأخر بثماني نقاط في الجدول بعد مرور 26 جولة، وذلك في موسم 2003-04. ولم يكن انتصار برشلونة بالسهل في لقاء السبت أمام مضيفه لاس بالماس بالجولة بهدفين لواحد في الجولة الخامسة والعشرين من الليجا. فرغم تقدم الفريق الكتالوني بهدفين لواحد في الشوط الأول عبر هدافيه الأوروجوائي لويس سواريز والبرازيلي نيمار، إلا أن الشوط الثاني كان طويلا عليه وأنصاره حيث كان أصحاب الأرض قريبون من التعادل، وبدا الإنهاك البدني وعدم تقارب الخطوط جليا، خاصة مع غياب لاعب الارتكاز سرجيو بوسكيتس، وإراحة المدرب لويس إنريكي لقلب دفاعه، جيرارد بيكيه، إضافة للاعب الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش، الذي اضطر للدفع به في آخر 45 دقيقة لتعديل الأوضاع. وبعد هذه المعاناة، كان في انتظار برشلونة في اليوم التالي هديتين غير متوقعتين من غريميه في العاصمة الإسبانية. فريال مدريد حل ضيفا على مالاجا في ملعب لاروساليدا ولم ينجح في الخروج فائزا ليتعادلا بهدف لمثله، وأيضا أتلتيكو فشل في الانتقام من فياريال بملعبه فيسنتي كالديرون ليتعادلا أيضا سلبيا. فرغم الضغط الهجومي للريال في الشوط الأول بغية تسجيل هدف مبكر، وهو ما نجح في تحقيقه كريستيانو رونالدو، لكن نجم الفريق البرتغالي أهدر بعدها ركلة جزاء تألق الكاميروني كارلوس كاميني في التصدي لها، ليمنح الفرصة لأصحاب الأرض للبحث عن التعادل، وهو ما حدث في الشوط الثاني. وعانت الكتيبة الملكية في المباراة، وبدا دفاعها مفككا، في غياب الفرنسي رافائيل فاران والبرتغالي بيبي، كما فضّل مدرب الفريق، الفرنسي زين الدين زيدان، عدم الدفع بالبرازيلي كاسيميرو كلاعب ارتكاز، إضافة لتأثر خط الهجوم مع غياب الويلزي جاريث بيل والفرنسي كريم بنزيمة. وبهذا يكون مالاجا قد أضاع على ريال مدريد في الليجا هذا الموسم أربع نقاط، بعد تعادله سلبيا على ملعب سانتياجو برنابيو في لقاء الذهاب. وبالتشكيلة التي دفع بها زيزو في اللقاء، يكون قد تعرض لأولى الانتقادات منذ توليه قيادة الفريق أوائل العام خلفا لرافائيل بنيتيز، علما بأن كلا المدربين متساويان في انطلاقتهما مع الفريق الملكي (6 انتصارات وتعادلين). أما أتلتيكو ففشل على ملعبه فيسنتي كالديرون في الثأر من الهزيمة أمام فياريال ذهابا بهدف نظيف، وسقط مجددا في فخ التعادل أمام منافس مباشر على مقعد التأهل لدوري الأبطال الموسم القادم. ومرة أخرى يسقط الكولتشونيروس أمام منافس يحتل مركزا متقدما في الليجا، حيث انعدمت الفرص تقريبا من جانب الفريقين، مع إعطاء الأرجنتيني دييجو سيميوني الأولوية دوما لإغلاق المساحات في الخلف، وانخفاض مستوى الخط الأمامي للكتيبة المدريدية. وفقد أتلتيكو 13 نقطة من أصل 20 في مواجهاته أمام فرق القمة بالليجا، حيث خسر ذهابا وإيابا من برشلونة، وتعادل أمام ريال مدريد، وفقد خمس نقاط أمام فياريال. كما طبق مدرب الغواصات الصفراء مارسيلينو جارسيا تورال، نفس الأسلوب في المباراة، وأغلق مساحاته الخلفية معتمدا على الهجمات المرتدة، التي كانت دوما تصطدم بدفاعات محكمة من جانب أصحاب الأرض. وحافظ أتلتيكو رغم التعادل على مركز الوصافة برصيد 55 نقطة، ومتفوقا بنقطة وحيدة عن ريال مدريد، الذي سقط في فخ التعادل الثالث في آخر ثماني مباريات له بالليجا. لكن الأسوأ بالنسبة لفريقي مدريد قد يكون قادما، حيث سيتواجهان السبت القادم في لقاء دربي العاصمة بالبرنابيو، وستعني خسارة أحدهما الخروج نهائيا من الناحية النظرية من المنافسة على اللقب، أما التعادل فسيزيد أيضا من تقليص حظوظهما. بينما سيتعين على برشلونة لضمان اللقب بشكل عملي أيضا تخطي ضيف ثقيل، إشبيلية، وهو آخر فريق تمكن من إلحاق الهزيمة بالعملاق الكتالوني في جميع المسابقات. وكان الفريق الأندلسي قد هزم البرسا 2-1 في الثالث من أكتوبر/تشرين أول 2015 على ملعب رامون سانشيز بيزخوان، قبل أن يستفيق الفريق الكتالوني ويخوض 32 مباراة متتالية دون هزيمة، ليصبح مدربه لويس إنريكي صاحب الرقم الأفضل في تاريخ البرسا. وقد تكون خسارة البرسا الأخيرة هذه عاملا تحفيزيا لكتيبة الفريق الكتالوني للانتقام من فريق المدرب أوناي إيمري، الذي يعاني على النقيض من رقم آخر سلبي، حيث لم يفز مطلقا خارج أرضه هذا الموسم في الليجا. وفي حضور ثلاثي الهجوم الرهيب لبرشلونة، المكون من الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوائي لويس سواريز والبرازيلي نيمار، سيرغب الفريق في مواصلة كسر الارقام القياسية ومعادلة رقم ريال مدريد كأكثر فريق إسباني خاض مباريات متتالية دون هزيمة في جميع المسابقات (34 مباراة)، حيث سيتعين عليه أولا عدم الخسارة أمام أرسنال غدا في ثمن نهائي دوري الأبطال، إضافة لتخطي عقبة إشبيلية. (إفي)