القرار الشجاع حين يتم اتخاذه لمصلحة ما، لا يضاهيه شجاعة، إلا قرار إيقافه عند تبين انتفاء هذه المصلحة، وهو بالضبط ما جعل المملكة توقف قرار مساعدتها للجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي في لبنان، بمساعدات تصل إلى 4 مليارات دولار، بما يوازي الميزانية العامة للبنان. تباينت ردود فعل الأطراف السياسية اللبنانية الفاعلة، إثر القرار السعودي، حيث طلب رئيس الوزراء اللبناني تشكيل وفد لزيارة المملكة وبحث موضوع التراجع عن هذا القرار، والالتزام فوراً بمواقف معتدلة تجاه المملكة، وعدم الإساءة إليها، بينما انتقده وكشف عن وجهه القبيح حزب الله الشيعي الذي اعتبر أن الإيقاف يعود لأسباب اقتصادية.!! تقديم مساعدات مالية للجيش وقوى الأمن، في دولة، يسيطر فيها حزب الله، ويشكل اللاعب الرئيسي في قرارها الخارجي، يعتبر مخاطرة لأن هذه الأموال يمكن أن تتسرب إليه بسهولة، وتساهم في تسليح مليشياته، التي تزداد قوة، خصوصاً بمواقفه المعادية للمملكة، والتزامه الصريح بدعم التوسع الإيراني. قرار المساعدة قديم، حيث أعلن نهاية 2013، يعني مضى عليه سنتان، ولابد أن جزءًا لابأس به، من المساعدات قد تم تسليمها فعلاً للجيش اللبناني، وقرار الإيقاف هو لما تبقى منه، وقرار بهذا الحجم، فيه فائدتان، الأولى أن السياسة السعودية أصبحت أكثر صراحة، وأكبر حزماً، فالتسليح والدعم السعودي مرهون بمواقف مماثلة تجاه المملكة، ولاتخالف الصف العربي، الثانية، فيه رسالة لكل الدول التي تلقت مساعدات سعودية مماثلة، أن تكون أكثر حذراً فلا تبادل اليد الممدودة بالمساعدات بيد تخلو من الصداقة والإخاء، أو تعرضت لنفس المصير. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الفيلسوف والكاتب الروسي ليو تولستوي: الإنسان هو حاصل كسر، البسط فيه يساوي حقيقة نفسه، والمقام فيه يساوي مايفكر هو عن نفسه، فكلما كبر المقام، قل حاصل الكسر.