«الراقي» خدش لقبه، جملة يمكنها ببساطة أن تصف حال الفريق الأهلاوي هذا الموسم، فبعد أن كان ينافس الفرق بقوة على جائزة اللعب النظيف في مواسم ماضية، باتت الكروت الحمراء الكثيرة التي تقاسمها لاعبوه هذا الموسم جزءاً بارزاً من المشهد الرياضي. خلال ست مباريات متوالية في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين وكأس ولي العهد، نال لاعبو الفريق سبع بطاقات حمراء، مسجلين رقماً قياسياً في سجل البطاقات والإيقافات، ربما هو الأبرز طوال مسيرة النادي. عصبية واضحة وتشنج يغلب على اللاعبين، وانفلات يقود في الغالب إلى خسارة عناصر مهمة باتت صورة ثابتة في مباريات الفريق «الأخضر»، الظاهرة الأهلاوية الجديدة، تبدو غائبة الأسباب حتى الآن على الأقل في ظل رفض الأحاديث الرسمية التعاطي معها. مشكلة الراقي مع البطاقات الحمراء في الموسم الحالي بدأت من لقاء الشعلة الذي جمع الفريقين في ملعب الأمير محمد العبدالله الفيصل في جدة، إذ طرد الحكم حارس الفريق عبدالله المعيوف والظهير الأيمن علي الزبيدي، ليكمل الفريق اللقاء بتسعة لاعبين، ويتولى مصطفى بصاص مسؤولية الوقوف بين الخشبات الثلاث نظراً إلى انتهاء تغييرات المدرب بيريرا، ولكن الأهلي كسب المواجهة بـ(5-2)، نشوة الانتصار أشغلت الأهلاويين عن معاقبة اللاعبين المطرودين. في كأس ولي العهد أمام العروبة «انبرش» المدافع محمد آل فتيل بعنف على مهاجم العروبة ليطرده الحكم بالبطاقة الحمراء مباشرة منذ الدقيقة (35)، ثم تبعه الظهير الأيسر منصور الحربي بحركة لا تقل خطورة ضد مدافع الاتفاق إبراهيم هزازي في مباراة الاتفاق الدورية لينال البطاقة الحمراء قبل منتصف الشوط الأول ويغادر الملعب مطروداً، ليواصل مصطفى بصاص مسلسل البطاقات الحمراء في لقاء فريقه أمام الفيصلي في دوري جميل عندما دهس ساق الظهير سلطان اليامي ليطرده الحكم بالبطاقة الحمراء في الشوط الثاني، ثم عاد البرازيلي موسورو ليكرر المشهد في لقاء فريقه أمام الفتح في كأس ولي العهد، إذ تحصل على البطاقة الحمراء بعد نيله الصفراء بدقائق ليترك أرضية النزال، ليختتم المدافع محمد أمان واللاعب سلطان السوادي مسلسل البطاقات الحمراء في لقاء النصر، الدوري الأخير عندما خرجا بالبطاقة الحمراء في الشوطين الأول والثاني وسط دهشة الجماهير الأهلاوية. اللافت أن مدير الكرة في الأهلي محمد الحارثي أكد قبل لقاء النصر أنهم حذروا لاعبيهم من نيل البطاقات الحمراء في اللقاءات كافة، وتلقوا وعداً منهم بأن تنتهي المشكلة، لكن العكس تماماً حدث في المباراة، إذ تحصل اللاعبون على بطاقتين نتيجة تصرفات لا تفسير لها، ليعود متداركاً حديثه حين أكد أن النادي طبق لائحة العقوبات المالية على اللاعبين السابقين، وسيطبقها أيضاً على أمان والسوادي المطرودين في مباراة النصر، وهو الإجراء الذي يمتلكه النادي. في النادي الملكي ريال مدريد طاولت الاتهامات الصحافية مدرب الفريق البرتغالي السابق جوزيه مورينيو بتسببه في العصبية التي يظهر عليها لاعبوه، مؤكدة أن وقوفه المنفعل على خط الملعب وتصريحاته النارية التي تسبق المباريات في الغالب ما تقود لاعبيه إلى الانفعال وبالتالي الخروج عن النص، وهو ما نفته آراء أخرى وقفت في صف المدرب وحملت لاعبيه المسؤولية. في الأهلي يبدو البرتغالي فيتور منفعلاً في شكل دائم، انفعاله ليس معنياً بحكم المباراة فقط أو لاعبي الخصم، بل يطاول في غالب الأحيان لاعبي فريقه، ما تجلى بعد حديثه الإعلامي عن لاعبه منصور الحربي الذي طرد في مباراة الفريق الدورية أمام الاتفاق، يمكن لمتابع أن يقول إن تلك العصبية تنعكس في شكل أو آخر على اللاعبين، ما يقودهم إلى الخروج على النص، خصوصاً أن انفعالات المدرب البرتغالي تصل حدود ركل الهواء أو حتى الصراخ في شكل هيستيري باتجاه لاعبيه، أو حتى أمام الإعلاميين في المؤتمرات الصحافية. في المقابل قد تتبنى آراء أخرى فكرة تقول إن شعور اللاعبين بالظلم يزيد من احتقانهم، لاسيما أن إدارة النادي أكدت في جل أحاديثها الإعلامية أن حكام المباريات حرموا الأهلي الفوز في مباريات عدة، وأسهموا في شكل مباشر في تراجع نتائجه وبالتالي مركزه في الترتيب، حجة التحكيم أيضاً قد تمنح اللاعب حق الدفاع عن نفسه أمام أي قرار إداري، فالأحاديث الإعلامية عن الأخطاء التحكيمية قد تخرجه من دائرة الاتهام، وهو ما يصعب على أي لاعب الاعتراف بالخطأ. الأكيد أن عدد البطاقات الحمراء الكبير لا يتناسب وصورة الأهلي التي تعودت الجماهير على رقيه، ما يعني أن إدارة النادي وبالتعاون مع مدرب الفريق باتت أمام ضغط كبير للوقوف على أسباب تلك المشكلة وبالتالي حلها، فوجود الأهلي في ذيل قائمة اللعب النظيف يشوه من دون شك جسد «الراقي».