تسعى أندية رياضية عدة في مختلف دول العالم إلى فك ارتباطها مع أي لاعب ذي سلوكيات سلبية أو مخالفة لقيم ومبادئ كرة القدم وأهداف المنافسة الرياضية، مهما بلغت قيمة إمكاناته الفنية أو دوره كونه ركيزة أساسية في صفوف الفريق الكروي، لأجل إيجاد بيئة صحية خالية من المشكلات تسهم في التفوق والنجاح. وفي السعودية سارت أندية عدة على النهج ذاته، وقامت بفك ارتباطها مع لاعبين مؤثرين أصحاب مشكلات وسلوكيات خاطئة، كالأهلي الذي فك ارتباطه مع إبراهيم هزازي قبل موسمين لكثرة مشكلاته مع المدربين والإداريين، ومن بينهم الإداري السابق طارق كيال، لينتقل إلى الجار الاتحاد، إذ أكد حينها عزمه تغيير نهجه داخل الملعب وخارجه والظهور في صورة تخفي سابقتها السلبية لتعكس حقيقة قيمته الفنية، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، إذ تشابك مع زميله في فريقه السابق منصور الحربي خلال مباراة للفريقين في دوري أبطال آسيا موسم 2012، وخلفت تلك الحادثة مشكلات داخل البيت الاتحادي، إذ طالب عدد من أعضائه برحيل اللاعب فيما طالب البعض الآخر بالإبقاء عليه، لتنتهي الحكاية برحيله من دون إكماله مدة عقده الاحترافي. مع مطلع الموسم الجاري ارتدى هزازي قميص فريق الاتفاق في تجربة احترافية جديدة سعى من ورائها اللاعب إلى البقاء في الملاعب محترفاً، هذه المرة أكد رئيس النادي الجديد عبدالعزيز الدوسري أنهم ناقشوا سلوكيات اللاعب وطالبوه بالظهور في صورة مختلفـة، قبل أن يمنحـه شـارة «القيــادة». لكن بعض الظواهر تستعصي على الغياب، وهي حال هزازي الذي سرعان ما عاد إلى عرفه السابق من خلال تصريحات استفزازية وجهها هذه المرة إلى الاتحاد والأهلي، بعد أن كانت في الموسم الماضي توجه إلى الثاني فقط، إضافة إلى نقله خلافه مع منصور الحربي إلى بيته الجديد في مباراة الفريقين الأخيرة دورياً، بعد أن ضرب الضيف بكوعه ليرد الآخر بطريقة عنيفة منح على إثرها البطاقة الحمراء، فيما أوقف هزازي انضباطياً. لكن مشهد البارحة كان مختلفاً، إذ لم يكتف هزازي بالتهجم على حكم المباراة أو لاعبي الخصم بل تجاوز ذلك حين قرر «البصق» على أحد أبناء «جمعية إنسان» المكلفين بجمع الكرات خلال المباراة، بحسب ما أكده نائب رئيس الشعلة عبدالرحمن العامر في تصريح فضائي، لكن هزازي خرج إعلامياً أيضاً هذه المرة لينفي تلك الأحاديث قبل أن يقسم أن شيئاً مما رواه العامر لم يحدث وأن الأخير كان يبحث عن إحداث بلبلة بتوجيه التهمة إليه، الأكيد أن خلافات واسعة دارت على أرض الملعب بين اللاعب القضية ولاعبي الخصم إضافة إلى رجل الخط، قبل أن يضطر عدد من اللاعبين إلى التدخل لتهدئته مع نهاية المباراة.