أكد مراقبون أن ما أعلنته قوات الأمن المصرية، أمس، عن اعتقال خلية إرهابية تضم 18 من عناصر جماعة الإخوان في محافظة الإسكندرية، تطلق على نفسها "مجموعات الفجر"، يؤكد تعمد الإخوان تغيير مسميات تشكيلات التنظيمات التابعة لهم بهدف تشتيت جهود قوات الأمن. وقال عضو مجلس الشعب السابق، اللواء خالد رزق "جماعة الإخوان تتعمد تغيير المسميات، بداية مما عرف بكتائب حلوان، واللجان النوعية، وانتهاء بظهور مجموعات الفتح، بهدف التمويه وتشتيت جهود قوات الأمن، مما يتطلب وضع خطط أمنية جديدة تقوم في الأساس على البعد المعلوماتي، فضلا عن المواجهة السريعة للأزمات الاجتماعية، التي تطرأ من حين ﻵخر، مثل أزمة الأطباء، واﻷزمات المتوالية ﻷمناء الشرطة، حتى لا تتحول إلى أداة في يد التنظيمات الإرهابية، لدفع المجتمع نحو العنف، ويجب أن تكون المواجهة سريعة من خلال لجان ﻹدارة اﻷزمات، فضلا عن تحقيق العدالة العاجزة، فلا يعقل أن يكون قاض بمفرده مسؤولا عن البت في نحو 30 قضية يومية". حتمية مواجهة الأزمات بدوره، قال أستاذ الشؤون السياسية والباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، أيمن عبدالوهاب، في تصريحات إلى "الوطن": "هناك عوامل كثيرة تساعد على ظهور العديد من التنظيمات الإرهابية التابعة للإخوان، أهمها حالة التشرذم التي تعاني منها الجماعة، حيث يتم استخدام الشباب لارتكاب أعمال عنف، وذلك في ظل ارتكاب الجماعة لجرائم العنف، مدعومة بذلك بالفكر الذي يقوم على تجاوز الدولة إلى ما هو أبعد من ذلك، إضافة إلى أن الأزمات التي تشهدها المنطقة، ومنها ليبيا، توفر بيئة حاضنة للجماعات والتنظيمات المسلحة، سواء من خلال توفير التمويل اللازم لتلك التنظيمات أو من خلال الوسائل الإعلامية التي تساعد تلك التنظيمات على الترويج لأفكارها". ويرى عبدالوهاب أن صراع الدولة مع التنظيمات الإرهابية سيمتد لفترات طويلة، خاصة أنه يحتاج إلى مواجهات أمنية وفكرية وثقافية، لإيجاد مجتمع قادر على التصدي للتنظيمات الإرهابية، فضلا عن مواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي توفر بيئة حاضنة لبث الأفكار المتطرفة". استهداف البنية التحتية كانت وزارة الداخلية أعلنت القبض على عناصر "مجموعات الفجر"، مضيفة في بيان لها أن "تحريات الأمن الوطني توصلت إلى صدور تكليفات من قيادات الجماعة، بتشكيل مجموعات تضم عناصر شبابية يتم تمويلها بالنقود والأدوات، وعهدوا إليها القيام بأعمال عدائية وتخريبية استهدفت الأماكن العامة والحيوية ووسائل المواصلات العامة والخاصة ومحطات السكك الحديدية وأماكن التجمعات والميادين والمرافق الحيوية بمدينة الإسكندرية، والشخصيات العامة ورجال الشرطة، والقوات المسلحة والقضاء، بهدف إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار بالبلاد وبث الخوف والرعب في نفوس المواطنين، والترويج لذلك إعلاميا من خلال القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الموالية للإخوان".