×
محافظة المنطقة الشرقية

الزمالك ينتظر رد "زيكو"

صورة الخبر

لم تنتهِ تداعيات الاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقة السعديات الساحلية، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة اللبنانية بيروت على الطريق السريع الواصل بينها وبين مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، بالهدوء الحذر الذي شهدته المنطقة إثر تدخل الجيش اللبناني وتوقيف المسؤولين عن إطلاق النار.. فهذه المنطقة شهدت ثلاث جولات مسلحة خلال أقل من سنة واحدة، وسط معلومات عن أن حزب الله لم يتوقف عن تجنيد عناصر له تحت اسم «سرايا المقاومة»، ويتعاطى مع القضية من «منطق عسكري»، حيث «يثبت هؤلاء العناصر الموالين له على مداخل قرى إقليم الخروب» (منطقة ذات غالبية سنّية)، كما قال عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لـ«الشرق الأوسط». الهدوء عاد إلى منطقة السعديات صباح أمس بعد جولة من الاشتباكات المسلحة بدأت مساء الجمعة، بين مناصرين لحزب الله وآخرين من سكان المنطقة من المؤيدين لتيار «المستقبل»، واستخدمت فيها القذائف الصاروخية. وعلى الفور، تدخلت قوة الجيش اللبناني ونفذت انتشارًا واسعًا في المنطقة، منفذة بعض عمليات الدهم بحثًا عن المشاركين في المعارك، وتمكنت من توقيف 13 شخصا. وحسب التقارير، بدأت الاشتباكات إثر إشكال فردي بين شبان من عائلتي الأسعد والرزّ، تطور لاحقًا إلى تبادل الشتائم وحال استنفار بين الجانبين، ثم انفجر الوضع متطورًا إلى اشتباكات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وقال النائب الحجار، وهو من إقليم الخرّوب، إن عناصر «سرايا المقاومة» سرعان ما «بادروا إلى إطلاق النار على منازل في السعديات، واندلعت اشتباكات مع الأهالي الذين غادروا منازلهم هربًا من إطلاق النار»، مشيرًا إلى أن عناصر من «سرايا المقاومة»، التي تعد فصيلاً مدعومًا من حزب الله، ويضم عناصر من الشيعة والسنة وآخرين، «أطلقوا النار أيضًا على مسجد السعديات، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني بشكل سريع وينفذ انتشارًا في المنطقة». كما لفت الحجار إلى أن الجيش «أوقف مجموعة مؤلفة من 13 شخصًا من (سرايا المقاومة)، وأحالهم إلى التحقيق»، آملاً في الوقت نفسه أن «تتم متابعة القضية، ويضرب الجيش بيد من حديد في المنطقة، لمنع تكرار تلك الحوادث». مديرية التوجيه في قيادة الجيش أعلنت بدورها أن قوة من الجيش دهمت صباح أمس أماكن عددٍ من المشتبه بتورطهم في الحادث، حيث أوقفت 10 مواطنين وسوريين اثنين وفلسطينيا، وضبطت بحوزة بعضهم بندقية حربية ومسدسين وكمية من الذخائر الخفيفة والأعتدة العسكرية المتنوعة، إضافة إلى عددٍ من أجهزة الاتصال. وأشارت إلى أنه «تمّ تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة، وتستمرّ قوى الجيش في تعقب باقي المتورطين لتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص». هذا الحادث هو الثالث خلال أقل من سنة تشهده المنطقة التي تسكنها أغلبية من الطائفة السنية، وانفجر الوضع في المرة الأولى إثر تثبيت عناصر من حزب الله مسجدًا لهم في المنطقة، فيما بقيت التوترات على حالها، وانفجرت على شكل إطلاق نار مرة أخرى قبل أسابيع قليلة، قبل أن تتكرر مساء أول من أمس. ويصف سياسيون لبنانيون في منطقة إقليم الخروب العناصر المحسوبين على حزب الله من «سرايا المقاومة»، بأنهم «من الخارجين عن القانون». ويوضح الحجار أن السعديات الواقعة على أوتوستراد بيروت – الجنوب، «مثل مناطق لبنانية أخرى، يشعل حزب الله فيها الفتنة عبر (سرايا المقاومة)»، قائلاً إن هؤلاء العناصر «هم مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون، يتقاضون رواتب شهرية، وزرعهم حزب الله في المناطق اللبنانية وعلى الخط الساحلي في إقليم الخروب، ويمارسون ترهيب الناس، ولا يكفون عن استفزاز السكان». ووفق الحجار، فإن «هؤلاء العناصر موجودون على طول الخط الساحلي الذي يربط بيروت بالجنوب، ويوجدون في السعديات وخلدة ووادي الزينة.. وغيرها»، مؤكدًا أن حزب الله «يجذب هؤلاء العاطلين عن العمل عن طريق رشوتهم وتخصيص رواتب شهرية لهم، ويضمهم إلى (سرايا المقاومة)، كما أنه ينفق ماليًا لافتتاح مبان ومراكز يوضع فيها هؤلاء المسلحين». ورأى أن هذه السرايا «تهيئ أجواء داخلية للفتنة وترهيب الناس، وهي تضم لبنانيين وسوريين وفلسطينيين ومكتومي القيد، وتتألف من شيعة وسنة». ويقول الحجار إن ما ينفذه في إقليم الخروب «خطة عسكرية للسيطرة على الطريق الساحلي الذي يربط بيروت بالجنوب في الوقت الذي يراه الحزب مناسبًا»، موضحًا أن الحزب «يتعاطى مع الموضوع من منطق عسكري، حيث يشتري العناصر ويثبتهم على مداخل القرى والبلدات في ساحل الشوف، ويحضرهم للسيطرة على الأوتوستراد الساحلي في وقت يختاره الحزب». وأثار وجود «سرايا المقاومة» كثيرا من الجدل في وقت سابق، خصوصًا في منطقة صيدا وضواحيها. ويقول الحجار إن قضية «سرايا المقاومة» طرحت أكثر من مرة على طاولة الحوار التي جمعت حزب الله و«تيار المستقبل» في دارة رئيس البرلمان نبيه برّي، حيث «طالبنا الحزب بحل (سرايا المقاومة)، لكننا لم نسمع إلا الوعود». وفي سياق متصل، توقف «تيار المستقبل» عند «تمادي عناصر (سرايا المقاومة) في أكثر من منطقة لبنانية، في ممارسات الاستفزاز وإثارة الفتنة وافتعال التوترات، على شاكلة ما حصل في السعديات، مساء الجمعة، من تهديد لأمن الأهالي، واعتداء على كرامتهم». وأدان «المستقبل» في بيان بشدة هذه الممارسات، عادّا أن إطلاق النار على المراكز الدينية وترويع الآمنين في بيوتهم «ترهيبٌ وترويع بهدف إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي وسلامة الأهالي في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا، لذا يطالب القضاء المختص بإنزال أقصى العقوبات بحق المتورطين في هذه الأعمال». وأشاد «المستقبل» في بيانه «بالتدخل الحازم والحاسم للجيش والقوى الأمنية لتطويق تداعيات ما حصل، وتوقيف المتورطين»، مؤكدًا أنه «ليس طرفًا في أي إشكال مسلح، كما حاول بعض الإعلام أن يروج، وأنه كان وسيبقى مطالبًا ومؤكدًا على دور الدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية الشرعية في حفظ حق أهالي السعديات والدفاع عنهم في وجه تمادي (سرايا المقاومة) في الاعتداء عليهم، والضرب بيد من حديد لإنهاء هذا السلاح المتفلت الخارج عن الشرعية، وهذا الواقع الشاذ الذي تمثله هذه (السرايا)».