في مؤتمر ميونيخ للأمن والسياسات الدفاعية سئل الوزير المثقف عادل الجبير بلغة دقيقة من صحفية أميركية حيث سألت :"أود أن أكون قد استمعت الى ما ذكرت بشكل دقيق، هل لا يوجد شيء في ثقافتكم ما يمنع من تقدم المرأة" لم يبرر الوزير المحنك إجابته بكلام إنشائي تبريري مستهلك، بل على العكس تماماً فقد أشار إلى معدل التعليم الجامعي للسعوديات بأنه أعلى من الذكور، ومن ثم أوضح لها بلغة لا تقبل اللبس عن تاريخ الولايات المتحدة الاجتماعي والفترة الزمنية التي استغرقتها لتتطور ثقافة المجتمع والتي تزيد على قرنين بعد الاستقلال حتى تخلصت من العبودية، وبات لديها عدالة اجتماعية حقيقية وقضايا أخرى ذات صلة. عادل الجبير لم يكن دبلوماسيا يجوب أروقة واشنطن فحسب بل على العكس تماما فقد كان يحظى باحترام الإعلاميين الغربيين، وهذا كان واضحاً في التقرير الصحفي الذي نشرته الصحيفة الرصينه النيويورك تايمز في أكتوبر العام 2011 والتي أثنت على جهوده وشغفه بالعمل والذي يصل إلى 14 ساعة عمل يومياً، ومع كل ما يلقاه من احترام من الصحافة والإعلام الغربي، إلى أن ذلك لم يمنعه من إيضاح وجهة نظر بلاده بطريقة واضحة وشجاعة وهو ما يثير اندهاش الإعلاميين الغربيين ومنها على سبيل المثال عندما سألته مذيعة قناة السي إن إن هذا السؤال: هل لعبت الولايات المتحدة دورا قياديا في حل الأزمة السورية؟ فأجاب "إن الولايات المتحدة تلعب دورا في حل الأزمة السورية". فتعمدت إعادة السؤال بطريقة لإحراج الوزير "دورا كبيرا؟". فأجاب "إن الأميركان هم من يقيّمون أداء حكومتهم". عادل الجبير خلف وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم الأمير سعود الفيصل رحمه الله، وهي مهمة ليست سهلة لأي دبلوماسي أن يخلف الأمير سعود ومع ذلك كان خير خلف لخير سلف. لقائد الأوركسترا عادل الجبير ولكل من يعمل في خدمة هذا الوطن بصمت وحكمة وإقدام نقول شكراً لكم فقد تغير حديث الإعلام الدولي عن المملكة على أقل تقدير من الانتقاد الممنهج إلى الإشارة للخطوات الشجاعة التي تقوم بها المملكة في الشرق الأوسط. maghrammba@gmail.com