×
محافظة جازان

ريم سعد تكتب عن "شيوع ثقافة الإفلات من العقاب" في مصر.. "هيطرمخوها يا باشا"

صورة الخبر

لبنان الواقع تحت ضغط المصادرة التي طالت سيادته وقراره وحقوقه، يوشك أن يخسر ما تبقى من رصيده في التماسك أمام الحاصل من توترات وتجاذبات إقليمية لم ينأَ بنفسه عنها كما يقول، على الرغم من أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.. لبنان لا تنأَ بنفسك فأنت بلد حر عروبي، والذين يريدون من لبنان أن ينأى بنفسه إنما يريدونه تابعاً؛ بل أكثر من ذلك، مسيراً لا مخيراً، كيف لهذا البلد المؤسس لجامعة الدول العربية أن يكون تابعاً صامتاً في قراره؟ وكيف له الخروج عن الإجماع العربي والإسلامي؟ وكيف للبنان العربي ألا ينتصر لمهبط العروبة والإسلام؟ ألم يقل جبران خليل جبران عن نفسه: "أنا مسيحي ولي فخر بذلك، ولكنني أهوى النبي العربي، وأكبر اسمه، وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله.."، من حسن حظ جبران أنه غادر هذه الحياة، فماذا كان سيصيبه لو عرف أن "جبران باسيل" وزير خارجية بلاده اعترض على بياني الجامعة العربية والتعاون الإسلامي اللذين يدينان أفعال إيران واعتدائها على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد؟ بل ماذا كان سيصيبه لو عرف أن بلاده دون رئيس منذ عام وبضعة أشهر؟ والعلة أن ذراع إيران في بلاده لم تسمح بذلك بعد. لقد خيّب لبنان ظن إخوته وأبناء عمومته به عندما انتصر للغريب، دون أن يلوم نفسه أو يؤنّبه ضميره، فهل يرجو منهم أن يقفوا معه في شدته؟ ما جرى لسيادة لبنان وما حل بقراره، إنما يستهدف كرامة اللبنانين الذين لا شك رافضون للسلبية التي بدا فيها بلدهم، وحجم الانهزامية التي صار عليها، والتبعية التي تسوقه حيث تريد العاصمة الإيرانية، التي لا تريد إلا أن تحوّل لبنان محافظة تابعة لها.. ألم تجلب له الحروب العبثية والدمار والخراب؟ وبعد أن فرغت منه ها هي تحاول أن تسلخه من محيطه العربي.. ويبدو أنها تتجه لذلك بمباركة بعض أبنائه من الذين باعوا وطنهم وعروبتهم في بازار طهران. إن قرار المملكة الذي بموجبه أوقف دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي، ما كانت الرياض لتتخذه إلا لأنها رأت بأن عليها حماية مصالحها، وإن القرار السعودي في ذات الوقت رسالة على اللبنانيين أن يعوا مغزاها.. فالعرب لن يستطعيوا الوقوف مع بلد قرّر الخروج عن إجماعهم، بل وقف ضد إدانة من اعتدى على أرضهم وشؤونهم، وإذا كان لبنان قد منّ على إخوته بشجب وإدانة، فهل يمكن التعويل عليه فيما هو أكبر من ذلك؟ إن من المنتظر أن يقف عقلاء وشعب لبنان أمام مهمة تستهدف مسخ بلادهم وتحويله إلى دولة عاجزة عن تدبير شؤونها، ليقولوا كلمتهم ويعيدوا بلادهم إلى الصواب وجادة العرب.