×
محافظة عسير

ضبط سيارة تبيع أغناماً مريضة لمطعم مندي شهير

صورة الخبر

استمع مفتاح شعيب يمعن جيش الاحتلال الإسرائيلي في ترويع الأطفال الفلسطينيين قتلاً واعتقالاً ، أكثر من غيرهم من الشرائح الأخرى المنتفضة في الضفة الغربية، إذ لا يمر يوم لا يسقط فيه طفل شهيد أو جريح أو معتقل، والتبرير الجاهز لدى المحتل هو مسؤولية هؤلاء الأطفال عن تنفيذ عمليات طعن ، تستهدف المستوطنين وكل علامات الاحتلال المتحركة في أراضي الضفة والقدس. ومن دون التخفي وراء الإجرام الصهيوني، هناك في الواقع جيل من الأطفال الفلسطينيين يبدي قدرة على تحمّل مهمات نضالية لا يقدر عليها الرجال أحياناً. إنه جيل رائع ومختلف عن كل من سبقه، ولا يبدو أن دائرة سياسية معينة تسيّره، فقد تآكلت الدوائر السياسية للفصائل التقليدية، وأصبح هؤلاء الأطفال يقاومون بدافع الانتقام من احتلال استضعف الشعب الفلسطيني برمته وبلغ أسوأ درجات التطاول على كل الرموز الوطنية، وكأن هذا الجيل يؤسس لواقع جديد يطوي الخريطة السياسية القديمة ويهيئ لاستبدالها بخريطة جديدة وقيادات شابة، بعدما شاخت القيادات الحالية التي عاصر بعضها اغتصاب فلسطين عام 1948، وعايش كل النكسات والانتفاضات وصولاً إلى ولادة السلطة الوطنية عقب اتفاقيات أوسلو. وبالنتيجة النهائية فإن تلك الأجيال من القيادات قد فعلت ما بوسعها طوال عقود، وفي الأخير لم يتحقق المطلوب، ما يدفع طبيعياً إلى ميلاد جيل جديد قد يكون أقدر من سابقيه على فهم المستجدات وابتكار أساليب جديدة للنضال السياسي والعسكري تواكب خطط عمل العدو. ربما يكون الاحتلال الصهيوني أسبق من غيره إلى فهم هذا التحوّل الجاري في المجتمع الفلسطيني، وربما بدأ يقتنع، أيضا، بأن هبّة القدس التي بلغت أشهراً خمسة لن تخمد ولن تهدأ، رغم إجراءاته التصعيدية وجرائمه غير المسبوقة. لقد أقدمت قوات الاحتلال على إعدام عشرات الأطفال في الشوارع والساحات العامة أمام المئات من أقرانهم وعشرات الآلاف غيرهم في داخل فلسطين والمنافي ممن شاهدوا عمليات الإعدام البشعة عبر الفيديوهات في وسائط التواصل الاجتماعي، ما يجعل جذوة الرغبة في الانتقام من المحتل المجرم متقدة على الدوام. ولو لم تكن تلك هي النتيجة لماذا لم تتوقف عمليات استهداف جنود الاحتلال والمستوطنين؟ ولماذا كلما سقط شهيد من الأطفال كان العشرات من أمثاله يتحينون الفرصة للشهادة؟ ويدل هذا الإصرار على الرد ، أن استراتيجية الاحتلال في القمع والترهيب قد فشلت وأعطت مفاعيل عكسية، فالشعب الفلسطيني ينهض ثائراً على كاهل أطفاله، ومهما عظمت التضحيات، فإن الحصيلة لن تكون هينة على مدى البعيد، ففي ظل التراخي الدولي والتناحر بين الفصائل الكبرى ، لم يعد للأجيال الفلسطينية المقبلة من سبيل غير مواجهة هذه المظلمة ومنحها فرصة أخرى للبقاء حية وفي صدارة الاهتمام الدولي. بعد سنوات من محاولات تغييب القضية الفلسطينية عن الساحة الإعلامية، بدأت مع اندلاع الانتفاضة الجديدة إلى الواجهة، وأصبحت وسائل إعلامية كبرى في العالم تفرد مساحة للأحداث الجارية في الأراضي المحتلة. وبسبب بطولات أطفال فلسطين والفضح المتواصل لجرائم الاحتلال، استعادت الدبلوماسية الدولية نشاطها باتجاه محاولة إيجاد حل سلمي، فقد ظهرت مبادرة فرنسية ، ووردت تقارير عن وساطات تجري لجمع الفلسطينيين وعدوّهم على طاولة للمفاوضات، فيما تستعد منظمة التعاون الإسلامي لعقد قمة استثنائية الشهر المقبل في جاكرتا تحت شعار الاتحاد من أجل الحل العادل والدائم، وقد انطلقت هذه التحركات بسبب الجرائم الصهيونية المتوالية، وبسبب البطولات التي يجترحها أطفال فلسطين الصغار في وجه العدو الغاشم، وفي هذه المرحلة، التي ينشغل فيها العالم في حروب ونزاعات شتى، يصبح أي مبادرة أو قمة من أجل فلسطين تستحق الانتظار وربما الأمل في انتقال نوعي لإنصاف أصحاب هذه القضية. chouaibmeftah@gmail.com