بات البشر يتفننون في ابتكار أنماط حياتهم وسلوكياتهم التي تجعلهم معظم ساعات اليقظة يتهامسون، بل يتحدثون لأنفسهم كالمخبولين، وَيْ كأنها فورات غضب وبائية، أي إذا وطئت سهوا قدم أحد انفجر في وجهك صائحا: (أعمى أنت والا خبل؟) لا يوجد منا من يختار خطأه الأول، لكن عندما لا يستطيع أن يُحافظ على نقائه الطبيعي، ليتفاعل مع مجتمعه، يستقبل بعدها قبلة (أنا أبقراط) الأنانية، ليصرخ فرعون صغير في عقله "أنا والطوفان من بعدي"، وليذهب العالم إلى الجحيم!!. من قبل فرحت أوروبا بثورة فرنسا الكبرى، حتى اخترع نيتشه شخصية سوبرمان الإلحادية: ، ثم جاءت الحروب العالمية (الأولى والثانية والحرب الباردة)، ليُخيب المخلوق الغربي آمالهم وفكرهم الفلسفي، معلنا فشل حضارتهم وعدم قدرتهم على صيانة نقائها. إذن، تطور الإنسان وتطورت معه همجيته، حتى أعلن "شوبن هاور" أن هذه الحياة تجربة كونية فاشلة، وأن الإنسان يجب أن يدخل في برنامج انقراض طوعي بعدم الإنجاب لينتهي كل شيء!، لنراه يتجول بالجسد الفارسي في همجية شخصية كرتونية، مستغيثا يا سوبرمان "الغرب" أغثني، ليأتي طائرا وينقذه من فكي الضغوط ويُخفف عقوباته! ثم جاءت التقنية كطوق نجاة لتملأ الفراغ اليومي للإنسان الغربي، فصار يلوك بها إلى أن يمل ويتعب ثم ينام!. إننا بحاجة إلى البحث عمن يؤمن بما نؤمن به، لا لمن يصارعون خيباتهم ويهربون، كأجلاف وعُبّاد للدولار وأشباهه، فلم تعد السياسة سياسة ولا الدين دينا، فهم ينددون بإسرائيل، ويحمون اليهود ودور عبادتهم الـ(25) في طهران، بينما لا تتمتع المذاهب الإسلامية (غير الشيعية) بذات الامتيازات! تلك الهمجية الإيرانية القذرة لا حاجة لها بالدين، فلتذهب إلى شيطانها في الدرك الأسفل من الجحيم. يقول الرسام بيكاسو: "كل طفل يولد فنانا، المشكلة كيف يبقى فنانا عندما يكبر؟!".