ليست المرة الأولى التي يتجلى فيها الحس الإنساني لـ “الكوميديان” السعودي المبدع فايز المالكي، بعد أن تخلى عن العمل الفني وتقمص الأدوار إلى تلمس احتياجات الشعب السوري عن قرب بزيارة مخيم الزعتري المكتظ بالحالات الإنسانية. وعندما يتحول دور الفنان إلى عمل إنساني جلي يبتغي فيه وجه الله، يحمل معه رسائل مفادها “أن العمل في المجال الفني والمسرحي لا يقتصر داخل حيز ونطاق محدد، بل يتعدى ذلك الحدود ليلامس جروح الناس”، يقف معهم في الضراء قبل السراء، ويكون قريبا منهم، يبعث حينها الرسائل التلفزيونية التي كان يقدمها أمام عيون ملايين الناس إلى واقع معاش بشكل حقيقي. فايز المالكي عزم برفقة شباب خيرون ساعين إلى العمل الخيري، بغية وجه ربه الكريم يتقدمهم الداعية غرم البيشي والرياضيون سعد الحارثي، وغرم العمري ومناف أبو شقير وصالح الصقري ومجموعة أخرى معهم في القافلة الخيرية، توجهوا إلى مخيم الزعتري في الأردن، يحملون معهم الأمل بإيجاد ابتسامة اغتيلت من وجوه قاطني هذا المخيم الذين ذاقوا الأمرين بفعل القصف العنيف الذي شنته القوات النظامية السورية على الأبرياء المدنيين في سورية. .. وهنا على شاحنة لإغاثة السوريين في المخيم. يقول لـ “الاقتصادية” الفنان فايز المالكي “سعينا جاهدين إلى جمع نحو 40 ألف قطعة متنوعة ما بين كساء وبطانيات وملابس تم توزيعها على اللاجئين في مخيم الزعتري، إضافة إلى المصابين الموجودين في دور الإيواء في الأردن، إلى جانب مجموعة كبيرة من الأيتام خارج الأردن”. وتابع المالكي حديثه “عملنا بشكل متواصلة طوال يومين متتاليين لإغاثة السوريون في المخيم، وإمدادهم بالكساء والغذاء، وهم يبكون بحرقه من المآسي التي عاشوها طوال السنوات الثلاث الماضية من قتل وتشريد وفقدان لقريب وتعذيب”. وأضاف: عملت في المجال الإغاثي لشعوب تسكن في إفريقيا، ووجدت أن الإفريقيين يبحثون عن الطعام، بينما السوريون يبكون بحرقه فهو “يبكي قبل أن يحكي” نتيجة المعاناة المريرة التي عاشوها في بلادهم”. المالكي تحدث بحرقه عن لقائه أحد المصابين بعد وقوع الحرب بفترة ليست بطويلة في طرابلس، والتقى فيه مرة أخرى في مخيم الزعتري أثناء زيارته الأخيرة لها، وقد قطعت يداه وقدماه تعذيبا من قبل شبيحة القوات النظامية السورية. المالكي مع لاجئين سوريين. المالكي وجه شكره إلى الأندية الرياضية السعودية بعد مبادراتهم الخيرية لإغاثة الشعب السوري وتفاعلهم وحماسهم غير المستغرب لتقديم المساعدات الإغاثية للشعب السوري، داعيا الجميع بأن يتضافروا وأن يقفوا صفا واحدا لدعم الشعب السوري الذي يعاني الأمرين بسبب التشرد والبرد، وذلك عبر القنوات والجهات الرسمية المعتمدة لدى وزارة الداخلية السعودية، مؤكدا أهمية التأكد والابتعاد عن الجهات غير الرسمية التي تروج لإغاثة الشعب السوري. ويلفت المالكي إلى أن السوريين في مخيم الزعتري يقدرون كثيرا وقفات إخوانهم المتواصلة في السعودية، وقال “نحن نعمل لوجه الله ودعما للعمل الإنساني والخيري في جميع المجالات المفروض علينا كمسلمين”، موجها شكره لجميع الأشخاص الذين شاركوا معه في زيارته لمخيم اللاجئين السوريين في الزعتري”. ومعلوم أن أعداد اللاجئين في مخيم الزعتري بلغت حتى الأسبوع الماضي قرابة 117 ألف لاجئ، وحجم الدخول اليومي للاجئين السوريين إلى الأراضي الأردنية يقدر بين 500 و1000 لاجئ يوميا، ونحو 80 في المائة من سكان المخيم هم من فئة الشباب والأطفال فيما أكثر الباقين هم من النساء والكهول.