×
محافظة المنطقة الشرقية

أغرب جرائم التاريخ.. ممرضة تقتل 50 مريضاً

صورة الخبر

يبدو أن ليبيا تتهيأ لتصبح ميدان الحرب التالية على الإرهاب. فطائرات راف البريطانية المقاتلة تحلق في سماء الصحراء الليبية، والرئيس اوباما ابلغ وزارة دفاعه لتبحث عن خيارات عسكرية، فيما يشير إلى أن الدول الغربية قد حزمت أمرها لشن الحرب على مقاتلي ما يعرف بـ«داعش» الذين يقدر عددهم بستة آلاف مقاتل منتشرين في صحاري شمال افريقيا الغنية بالنفط. دولة تونس المجاورة يسيطر عليها القلق خوفا من تجمع مقاتلي داعش على عتبة بوابتها الغربية مما دفعها لإقامة حاجز في وجه الإرهاب على حدودها الغربية الممتدة مع ليبيا في محاولة لحماية نفسها. لقد أصبحت ليبيا الهم الشاغل للجميع في خضم الحرب المعقدة ضد الارهاب لكن الجهود المبذولة للتصدي للمشكلة تعيقها الأمم المتحدة الجهة التي كان يفترض أن تقود تلك المبادرات. والسبب أن القوات الاجنبية لا تستطيع الدخول الى ليبيا إن لم تتلقى دعوة من الحكومة الليبية. والمشكلة لا تكمن في عدم وجود هذه الحكومة وإنما في وجود ثلاث حكومات ليبية، لقد اضافت الامم المتحدة للحكومتين الموجودتين في طبرق وطرابلس حكومة ثالثة «حكومة وحدة» وطنية في تونس. حكومة منقسمة على نفسها منذ تكوينها وقد استقال ثلاثة من أعضاء مجلسها الرئاسي التسعة فور اختيارهم. رغم إن الادارة التي صادقت عليها الامم المتحدة في شهر ديسمبر الماضي قالت إنها ستقدم قائمة بأسماء وزراء لن يرفضها احد ولكن ما قامت به هذه المنظمة الدولية حتى اليوم أصبح يثير قلق الليبيين وهم يتشككون في مصداقيتها. ومعظم هذا القلق متعلق بالدور الذي لعبه بيرناردينو ليون مبعوث السلام السابق الذي ارسلته الامم المتحدة لمعالجة المشكلة فعقدها. ليون وزير خارجية اسباني سابق أمضى عدة اسابيع في صيف العام الماضي ليكمل الاتفاقية المقترحة بين الجانبين بتشكيل حكومة وحدة وطنية يتم فيها تقاسم السلطة. وكان الهدف من تلك المباحثات وضع حد للتنافس الشرس الذي جرى التكتم عليه بشكل واسع بين لاعبين إقليميين وبين الدول التي تقف وراءهم وتتنازع قوة التاثير في ليبيا التي حولها احتياطيها من النفط والغاز إلى عقار دولي لا يقدر بثمن. مصداقية الأمم المتحدة كوسيط نزيه في تلك المباحثات تم تقويضها في رأي المراقبين بشكل دراميتيكي عندما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية رسائل بريد الكتروني تفيد أن ليون عرض مهمته لتضارب مصالح شديد. هذه التسريبات كانت صادمة بالنسبة لكثير من الليبيين رغم إن ليون دافع بأن رسائله عبر البريد الالكتروني تمت قراءتها بطريقة انتقائية. كان بإمكان الأمم المتحدة إجراء عملية تحر شفافة وتستعيد مصداقيتها. لكنها بدلا من ذلك استبدلت ليون بدبلوماسي الماني متقاعد. وظهرت تسريبات الشهر الماضي أن المبعوث السابق أعلن أن ليبيا «دولة فاشلة». لم تكن تلك هي الخطوة الخطأ الوحيدة فالأمم المتحدة فشلت منذ البداية في أن تعمل مع القوى السياسية على أرض الواقع لاختيار إدارات تكون مناسبة ومتوافقة مع التقاليد المحلية السائدة. وكان ذلك سيعني أن ينقل الشركاء الدوليين مسؤولية عمليات التصدي للارهاب لقوات ليبية من مختلف المكونات السياسية. والصبر على جهودها لطرد عناصر «داعش» من أراضيها وهو شيء لم يرد الغرب وحلفاؤه التفكير فيه أو إتاحة الفرصة له مما أدى لنمو وتكاثر الحركات المسلحة وامراء الحرب وإلى فشل الجهود التي تدعمها الامم المتحدة لإقامة نظام حكم أو اقتراح سياسات تحظى بدعم شعبي. إن المهمة التي يجب القيام بها في ليبيا كانت وما زالت مثبطة للهمم وقد لعبت الأمم المتحدة الدور الموكل اليها بطريقة سيئة.