×
محافظة الرياض

“العرج” يفتتح اللقاء التعريفي لبرنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية الخميس القادم

صورة الخبر

قلت في تغريدة لي، وبدون تردد، أن من يعادي السعودية في هذه الظروف يعادي (الفعل العربي) ضد إيران. ولست في وارد التراجع عن ذلك لأن الشمس لا يغطيها الغربال كما يقولون. إيران استقوت وغطرست وبرطعت في كثير من الدول العربية لأنه لم يكن هناك تحرك عربي حقيقي مثل التحرك الأخير الذي بدأ بعاصفة الحزم في اليمن. ولولا هذا التحرك السعودي لوجدناها الآن تتباهى باحتلال العاصمة العربية الخامسة بعد تباهيها ببسط نفوذها على أربع عواصم؛ وبأن بغداد أصبحت عاصمة إيران كما صرح مستشار روحاني لشؤون القوميات والأقليات قبل أقل من سنة. المشكلة أن ذاكرة بعض العرب يصيبها العطب متى تعلق الأمر بالمملكة وقراراتها وإجراءاتها؛ لأن الإنسان العربي بشكل عام لا يبني مواقفه، حتى المصيرية منها، على الحقائق الموجودة على الأرض، بل يبنيها، في الغالب الأعم، على تراكمات شخصية ونفسية وعلى معطيات انتقامية بغض النظر عن النتائج المخيبة والمدمرة التي قد تضره هو قبلا أو مثل غيره من العرب الذين يشتركون في نفس المصير. وأبرز مثال على هذا الإنسان العربي الذي يحركه الموقف الشخصي ورغبة الانتقام هو محمد حسنين هيكل رحمه الله؛ فالأستاذ، كما يحلو للمصريين أن ينادوه ويفرضوا ردياته، لم يترك حالة أو مناسبة إلا ونال فيها من المملكة وأيد وناصر أعداءها؛ بالرغم من خبرته السياسية الطويلة وعمره المديد الذي يؤهله لأن يرى الصواب من الخطأ والحق من الباطل. ومع ذلك ظل، مع المملكة والخليج بالذات، وفيا لموقف معاد إلى آخر دقيقة في حياته. وليس أدل على ذلك من مواقفه المعلنة فيما يتعلق بحرب الحوثيين في اليمن أو تقليم أظافر الإيرانيين في المنطقة، فهو رغم ما يراه من الخطر الإيراني المحدق دافع عن الموقف والأجندة الإيرانية وتمنى على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقد ورد ذلك على لسانه، أن يلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء زيارة الأول لمقر الأمم المتحدة. أي أنه كان يحث الموقف السياسي المصري لفتح خطوط مع إيران بعيدا عن السعودية وخطوطها العربية الواضحة تجاه الغطرسة الإيرانية. وهذا يعني، من وجهة نظري على الأقل، أن المصير العربي في نظره، كما هو في نظر عرب غيره، ليس مهما طالما أن من يقود الفعل العربي هو المملكة أو الخليج، فكل فعل عربي حلال بعيدا عن الخليج وحرام إذا كان مصدره الخليج. وفي ذلك عقدة تاريخية وشوفونية مدمرة تستحق التأمل فعلا.