منى الحمودي (أبوظبي) أكدت الدكتورة أسماء الديب، استشارية طب الأطفال والغدد الصماء في مستشفى المفرق إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، أن معدلات البدانة عند الأطفال وصلت إلى ما يزيد على 25%، وذلك من خلال دراسة أجرتها مؤخراً. وأشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد واحدة من أعلى الدول في مدى انتشار داء السكري من النوع «2»، حيث ساهم أسلوب الحياة غير النشيط والعادات الغذائية في رفع هذه المعدلات والتأثير على نمو نظام التمثيل الغذائي عند الأطفال، الذي سيكون له دور كبير في استمرارية زيادة الوزن مع نمو الطفل، مما يضاعف من نسبة انتشار الأمراض في المجتمع مستقبلاً. انطلقت الدراسة في مستشفى المفرق العام 2013 بهدف التعرف على تأثير كل من استهلاك الطاقة والعادات الغذائية والنشاط الحركي للأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة ومدى تأثير متلازمة الأيض الوراثي وارتفاع معدل الدهون. وشارك في الدراسة 63 طفلاً تتراوح أعمارهم من 5 إلى 16 سنة، وتم الاستناد على مؤشرات نسبة الكتلة في الاختيار حيث تمت دراسة الأطفال التي تزيد نسبة الكتلة BMI لديهم عن97 ، كما تمت دراسة مدى انتظام الأطفال في تناول وجبة الإفطار، والحصص اليومية من الفواكه والخضراوات، وممارسة النشاط البدني، وتأثير وجود عامل وراثي. وأظهرت نتائج النظام الصحي الغذائي والبدني أن 45 من الأطفال، أي ما يعادل 80% غير منتظمين في تناول وجبة الإفطار يومياً 4 منهم أي ما يعادل 7% يلتزمون ممارسة أنشطة بدنية، في حين كانت نتائج دراسة الفحوص السريرية أن لدى 91% من الأطفال المشاركين ارتفاع في نسبة الكوليسترول الكلية 46%، و10% لديهم ارتفاع في الدهون الثلاثية ،و9% لديهم ارتفاع في نسبة الكوليسترول. أما فيما يتعلق بتأثير التاريخ المرضي للعائلة، أظهرت النتائج أن بين 46 من الأطفال الذين خضعوا للدراسة كان أحد والديه أو إخوته يعانون السمنة، و30 يعانون زيادة نسبة الدهون، و16 منهم يعانون السكري من النوع 2، و27 يعانون أحد أمراض القلب والأوعية الدموية. وأكدت الدكتور أسماء الديب أن الوضع المعيشي في إمارة أبوظبي يتميز بالرفاهية وسهولة توافر الوجبات الغذائية، وكثرة استهلاك المشروبات الغازية واستخدام وسائل الترفيه الإلكترونية عوضاً عن ممارسة الألعاب البدنية، حيث أثبتت الدراسة أن هناك فائضاً واضحاً بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية الموصى بها لكلا الجنسين، نظراً لعدم امتثال الأطفال المشاركين بتناول الكمية الموصى بها من الفواكه والخضراوات وطبيعة الحياة الخاملة وإهمال الوجبات المغذية والإسراف في استهلاك الأطعمة الخالية من القيمة الغذائية. وفي دراسة مماثلة أجريت على طلاب المدارس في دولة الإمارات، تبين أن 13% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة يعانون السمنة المفرطة، وهي أعلى نسبة مقارنة بالدول المجاورة مثل السعودية ومصر، وأظهرت الدراسة أن السمنة منذ مرحلة الطفولة مرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي، حيث إن زيادة نسبة الدهون تؤدي إلى تقليل التمثيل الغذائي، وبالتالي زيادة مطردة في الوزن مع مرور الزمن. وتم استخلاص أن الأطفال الذين يعانون زيادة نسبة الدهون يستهلكون سعرات حرارية أعلى من الموصى به مع نظام غذائي خالٍ من المغذيات، كما لديهم تاريخ عائلي في المرض، وبالتالي هم في حاجة للتدخل المبكر لحمايتهم من أمراض القلب والشرايين والسكري من النوع 2 في المستقبل، وذلك من خلال توعية الأسرة والطفل بتأثير النظام الغذائي والنشاط البدني على صحتهم، حيث يمكن وضع خطط استراتيجية لمكافحة انتشار السمنة عند الأطفال في إمارة أبوظبي وحمايتهم من الأمراض مستقبلاً.