ضيفنا لهذا الأسبوع شخصية لها باع طويل في مجالات عدة في مجالات الحياة المهنية، وفي العلاقات البشرية، وحتى في التجول عبر العالم! أنه رجل الأعمال وعضو اللجنة التنسيقية لمحافظة المحرق محمد عيسى الوزان، والذي بدأ حياته المهنية منذ سن الثالثة عشرة، وكان ذلك عبر وزارة الأشغال، قبل أن ينتقل للعمل في لمكتب المهندس محمد صلاح الدين، والذي فتح باب التعرف على قادة البحرين وكبار شخصياتها. وبعيد ثمانية أعوام أنتقل للهيئة العامة للتامينات الاجتماعية، وترأس المجلس البلدي للمحرق، كما أنه أحد مؤسسي بيت التمويل الكويتي، وهو متفرغ اليوم لشركته الخاصة والمختصة في الحراسات الأمنية وما يتصل بها، إلى جانب اهتماماته الاجتماعية والتطوعية. وعاش الوزان في كنف غير حارة، إذ ولد بداية خمسينات القرن الماضي في مركز النعيم الصحي، وعاش في فريج بو صرة في العاصمة المنامة، وفي فريج الحالة بالمحرق، وقضى نيّفًا من عمره في دولة قطر، وبدأ فيها مشوار تعليمة الإكاديمي عبر مدرسة صلاح الدين الأيبوي، وفي فريج الصنقل تعلم القرآن الكريم على يد المطوعة فاطمة، وانتظم على مقاعد مدرسة الزياني، وكذلك ترعرع فترة من الزمان في فريج سوار بالحورة، ولعل كل هذه الخبرة المهنية، والتنقلات للعيش في فرجان ومحلات متعددة، أسهم ومنذ مرحلة مبكرة في توسيع دائرة معارفه، وتنوع ثقافاته، إضافة إلى قدرته على التعايش مع كل ألوان قوس قزح، التي يتسم بها بني البشر، ومن مشارب متعددة. ومع رحيل والد محمد عيسى عبدالله الوزان الحسيني إلى دار الحق، دخل الوزان عالم العمل مذ كان في الثالثة عشرة ربيعًا، وكان راتبه الذي لا يتجاوز 55 دينارًا، مصدر دخل عائلته، حيث إن والده حين رحل لم يترك لهم إلا المنزل الذي يسكنون، وبطبيعة الحال فلم يكن أبدًا عمل الأولاد في هذا العمر بالأمر المستغرب يومها. نحو وزارة الأشغال فكانت وجهته نحو وزارة الأشغال، إذ عمل هنالك لمدة عامين، وكان يرأسها حينها يوسف الشيراوي، فيما كان مدير الوزان أحمد درويش المحميد، ومن بين زملاء العمل العزيز على قلب الوزان في هذه المرحلة معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة. وعلى الرغم من عمل الوزان، إلا أنه لم يهمل دراسته، فقد كان يعمل في الفترة الصباحية، ويواصل تعليمه في الفترة المسائية. في عالم الهندسة وحين انتقل محمد الوزان في منتصف سبعينيات القرن الـ20 لمكتب المهندس محمد صلاح الدين، انفتحت أمامه العديد من الفرص لمضاعفة رصيد خبرته المهنية، إلى جانب تكوين قاعدة معارف واسعة، مع العديد من الشخصيات المهمة في البلاد، ومع انضمام الوزان إلى مكتب المهندس محمد صلاح الدين، أصبح فني إداري، يقوم بعدد من المهام المتعلقة كصياغة العقود، وكذلك وضع كراسات الموصفات. ولم يكن تواجده في هذا المكتب، مكانًا يعمل فيه فحسب، بل كان بمثابة جامعة تتلمذ فيها على أصول هذه المهنة، إذ كان مكتب المهندس محمد صلاح الدين، وهو بالمناسبة ابن مهندس مبنى باب البحرين بالعاصمة المنامة (كان) من بين أهم المكاتب الخليجية المختصة في مجال الهندسة. وبالعودة للحديث فقد فتح عمل الوزان في مكتب المهندس محمد صلاح الدين، الباب على مصراعيه له للتعرف عن قرب على العديد من الشخصيات من العائلة الحاكمة والدولة اذ كان مكتب المهندس محمد صلاح الدين يتولى العديد من مشاريع العائلة الحاكمة والدولة. وتعرف عن قرب على جلالة الملك عندما كان وليا للعهد ،و لمس الوزان مدارك جلالة الملك الإبداعية في مجال في مجال فنون البناء، حيث إنه مطّلع على تفاصيل هذه الأمور، ولديه خيال خصب، ولهذا السبب يعتقد الوزان أن جلالة الملك تمكّن لاحقًا من بناء البحرين هذه المملكة الجميلة. كما لمس منذ البدء أسلوب جلالة الملك الأريحي في التعامل مع الناس من حوله، والمبني على احترام الكبير والصغير. مديرًا في التأمينات الاجتماعية وبُعيد ثمانية أعوام من العمل في مكتب المهندس محمد صلاح الدين، انتقل الوزان للعمل في الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، وكان ذلك تحديدًا في العام 1982، وتدرج في مناصب عمله حتى تمت ترقيته لمدير إدارة المشاريع في الهيئة. ولا ينسى الوزان الدور الذي لعبه مؤسس ومدير عام الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية المرحوم الشيخ عيسى بن إبراهيم آل خليفة، في حياته المهنية، حيث كان مثلاً أعلى له، وتعلم منه الكثير، ووجه للعديد من الأمور الحياتية، ناهيك عن الأمور العملية، ومع رحيله فقدت البحرين أحد رجالاها المخلصين للوطن والعمل. وكان معه ثلة من الزملاء في الهيئة والذين يعتز بهم كثيرًا، أمثال يعقوب ماجد، حسن الجلاهمة، يوسف نجم، جاسم مندي، محمد الشايجي، أحمد الملا، صالح المسلم. وأضاف عمله في الهيئة إلى رصيد خبراته، أنجز خلالها وبالتعاون مع الإدارة، العديد من المشاريع الحكومية بعشرات الملايين، إضافة إلى شراء الأراضي، والتي تضاعفت أسعارها أكثر من عشر مرات، وتقديم دراسات حول التطور العقاري والعمراني في البحرين لمجلس الإدارة وعلى أثرها يتخذ القرارات المناسبة. في الأسبوع المقبل المزيد من الذكريات المشوقة لمحمد الوزان، فترقبوها... المصدر: رباب أحمد