العدوان الروسي على بلاد المسلمين: في الأعوام (1714) حتي سنة (1852م)، قاد القيصر بطرس الأول حرب إبادة ضد المسلمين، وتمكن في عام (1897)، الاستيلاء على القرم وفي عام (1783) استولى الروس على قرغيزيا وعلى جبال القوقاز في أوائل القرن التاسع عشر وتم الاستيلاء على منطقة تركستان في أواخر سنة (1881). واستولت روسيا القيصرية على المناطق القوقازية سنة (1862) وقد أمضي الروس 182 سنة في إخضاع منطقة التركستان الإسلامية، وفي (1920) استولت روسيا على أذربيجان الإيرانية وحولتها لجمهورية اتحادية سنة (1936)، وفي عام (1924) احتلت أوزبكستان وحولتها لجمهورية اتحادية خاضعة لروسيا، كذلك احتلت طاجيكستان وحولتها الى جمهورية اتحادية في سنة (1929)، وهكذا استولت على تركمانستان في عام (1924)، وكازاخستان في سنة (1920)، وقرغيزيا في سنة (1936)، وفي 1920 احتلت روسيا بشكيريا وتتاريا، واسقطوا جمهورية القرم بعد الحرب العالمية الثانية ومارسوا أبشع جرائم القتل والتهجير بحق شعب القرم ونقلوا سكانها إلى سيبيريا، كما احتلوا داغستان عام (1921) وتقدر الأراضي الإسلامية التي احتلها الروس في وسط آسيا وفي شرقي أوروبا، بحوالي 4، 684، 980 كيلومترا اضافة لهذه المساحات استولت روسيا مساحات تقدر بحوالي 4684000 كيلومتر في شرقي سيبريا. سياسة ضرب وحدة المسلمين: اتبعت روسيا سياسة تمزيق وحدة المسلمين وتفتيتهم إلى قوميات، وشعوب على اساس الشعوبية، وقضوا على الكتابة العربية في مناطق المسلمين بهدف قطع صلتهم بالعالم العربي وبالثرات الإسلامي، ولم يكتفوا بهذه السياسة عندما اخذوا بسياسة تهجيرهم الجماعي من مناطقهم الإسلامية حتى ينهوا الأغلبية المسلمة ويحولونهم إلى أقلية في بلادهم،، والحقوا 9 جمهوريات اسلامية ذات حكم ذاتي بروسيا، وألحقوا جمهورية أبخازيا وأجاريا والأوسيت الجنوبية بجمهوية جورجيا، والحقت مقاطعات أديجا والشركس لروسيا واوكلوا جميع الوظائف الرسمية والخدمية للروس. صناعة إسلام على الطريقة الروسية: في عام (1926) ألغت السلطات الروسية المحاكم الشرعية في المناطق الإسلامية، ثم منعت جميع الأنشطة الدينية الإسلامية وتم القبض على مليون ونصف عضو من الحركة الإسلامية، وخلال السنوات (1928 م 1932 م) اتبع الروس سياسة إغلاق المساجد وهدمها فأغلقوا وهدموا 10.000 مسجد، وأغلقوا 14.000 مدرسة ابتدائية إسلامية، وبدأت حركة مقاومة من سنة 1936 م إلى 1980 هدفها استعادة الهوية الإسلامية وخصوصاً القومية التركستانية. عمل الروس على إلغاء ومنع تعليم المناهج الإسلامية او العربية وفرضوا على ابناء المسلمين مناهج تعليمية تكرس الولاء للنظام الروسي والثقافة الروسية بهف تحقيق السيادة على الشعوب الإسلامية، وقامت السلطات الروسية بهدم 24.321 مدرسة إسلامية وفي عام (1928) منعت الحكومة الروسية على المدارس الإسلامية تدريس مناهجها بالحروف العربية واستبدالها باللاتينية، ومنذ عام (1938) فرضت اللغة والحروف الروسية وتم حرق الكتب العربية والإسلامية التي ترجمتها الشعوب الإسلامية إلى لغاتها وكتبتها بالحروف العربية، وفي عام (1939) منعت السلطات الروسية اللغات الوطنية للشعوب لإسلامية وفرضت اللغة الروسية على هذه الشعوب وقامت بحرق الجامعة والمطبعة الإسلامية الوحيدة، و23 دارًا للنشر والطباعة، و518 صحيفة إسلامية دورية، و196 مكتبة متخصصة في الإسلاميات، وتم تحريم تعليم الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية واختفاء المدارس الدينية وأصبح المصدر الوحيد لتلقي قواعد الدين الإسلامي ينحصر بالوالدين. الاختراق العربي للحصار الروسي: في عام 1989م ظهرت الدعوة إلى إعادة الكتابة بالحروف العربية في المناطق الإسلامية، كما نشط المسلمون في بناء المدارس الإسلامية في الجمهوريات الإسلامية بوسط آسيا، وبدأت محاولات جلب مطابع بالحروف العربية. كان عدد رجال الدين المسلمين في روسيا قبل استيلاء عام (1917) 45.339 وكان عدد المسلمين 17 مليونًا. خلال الفترة من عام (1929م) إلى (1936م) نشطت المخابرات الروسية والشرطة في مصادرة نسخ القرآن واية صحيفة او كتاب بالحروف العربية وأحرقتها وعاون في هذا الجمعيات الروسية بالدعاية ضد العرب والمسلمين، وتم استخدام جميع وسائل الإعلام للدعاية ضدهم، وتم منع الحج والاحتفال بأعياد المسلمين، كذلك منعوا الصلاة والصوم والحج بحجة أن هذا يؤثر على اقتصاد المجتمع الروسي، وبعد تصاعد الاحتجاجات وردود الأفعال بين المسلمين وافقت السلطات الروسية للمسلم أن يصلي مرة واحدة في اليوم عند المساء، ويصوم يومًا واحدًا في رمضان، وقد أصدرت السلطات أمراً بمنع ذبح الأضاحي ولو كانت ملكاً خاصاً بحجة الأضرار الاقتصادية، اما الحج فقد وضعت معوقات عديدة لعدم تمكين المسلمين من الحج.