×
محافظة المنطقة الشرقية

"الشورى" يستمع لـ"كبار" مسؤولي "الخارجية".. دوريا

صورة الخبر

الحياة كالبشر تغطي جسدها باللباس فلا يعرف حقيقتها أحد، وهي كالبشر تكره البقاء على ثوب واحد فتقبل على تبديل الثياب وتغييرها، في كل يوم تبدل الحياة ثوبها كما يبدل البشر أثوابهم، فيوما ترتدي ثوب حمل وديع ناعم، فتفيض دعة وطمأنينة وسكونا، ويوما ترتدي ثوب وحش كاسر فإذا هي تستعر نهشا وفتكا لتشعل الألم والشقاء في كل ما حولها، مرة ترتدي ثوبا براقا جميلا زاهيا فتنشر أشعة الجمال في فضاءاتها وتشيع البهجة في قلوب من حولها، ومرة ترتدي ثوبا قبيحا شاحبا يجلب الضيق، ويبث البؤس والحزن، لكنها مع تبدل أثوابها وتعدد ألوانها تظل في أغلب أيامها تؤثر ثوبا واحدا أكثر من غيره، فتخصه دون البقية بارتدائه في معظم الأيام. ثوب الحياة الأثير ثوب منسوج من مزيج من الألوان المتداخلة فيها الشاحب والبراق، والحزين والبهيج، والهادئ والصاخب، والناعم والخشن، ترتدي الحياة ثوبها ذاك وتمضي تدور به، مزهوة بألوانه المتعددة تلقي بظلاله على كل من يمر بها. أحيانا تمر الحياة بالناس متباهية بثوبها المفضل فلا يرون منها سوى طرف الثوب الزاهي فتتسمر أنظارهم عندها تروعهم بحسنها وبريق ردائها، وأحيانا تمر بهم فلا يرون منها سوى طرف الثوب البائس القبيح فينفرون منها وتشمئز نفوسهم من مظهرها فيصدون عنها مكتئبين. لكنها في كلا الحالين لاتكترث لشيء، لا يعنيها من أقبل عليها مأخوذا بها، ولا يعنيها من تركها وانصرف كارها لها. همها الوحيد أن تظل تدور بالناس تستعرض أمامهم أطراف ثوبها المفضل. والناس فطروا على التعجب من الحياة، وكثرة تبدل أثوابها وتعدد أشكالها وألوانها، ورأوا في ذلك علة سعادتهم وشقائهم، يغبطون من تتبدى له الحياة بثوبها البهيج الجميل، ويرثون لذاك الذي لم ير منها سوى أقبح ثوب وأسوأ منظر. هم يفعلون ذلك، غير مدركين أن السعادة والشقاء في هذه الدنيا لا ارتباط لهما بأي ثوب ترتديه الحياة أمامهم. فالحياة مهما عددت أثوابها وبدلت الأشكال والألوان، تظل لا سلطة لها على سعادة أو شقاء، لأن السعادة تنبع من باطن نفوسهم ولا تدخل إليها من الخارج. فالمال والجمال والمنصب والشهرة وغيرها من ألوان الثياب التي ترتديها الحياة، إن كانت أسبابا لراحة العيش وترفه، فإنها ليست أسبابا للسعادة!! راحة العيش وترفه لا تحمل السعادة إلى القلب الشقي. السعادة تختبيء في طيات النفس المؤمنة، المطمئنة إلى ما قدر الله لها، المسلمة أمرها له والراضية بحكمه، أما ما عدا ذلك، فكله هباء. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة