كشفت مجموعة من التقارير الحزبية أن جبهة الإنقاذ انهارت تماما، ولا يوجد أي تنسيق داخل الجبهة على أي مستوى أو في أي مجال، سواء ما يتعلق بالحشد للاستفتاء على الدستور أو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فيما حذرت تقارير أخرى من احتمال عودة تنظيم الإخوان إلى البرلمان إذا استمرت حالة التصدع في الجبهة. وتلقت الجبهة ضربة سياسية موجعة، بعد إعلان حزب الوفد (أحد الأحزاب المكونة للجبهة)، ضرورة توقف نشاط الجبهة، بعد أن قامت بما وصفه الحزب بالدور التاريخي، من حيث معارضتها لنظام مرسي، ومشاركتها في إسقاطه مع حركة تمرد وقوى سياسية أخرى. وقد يرجع البعض انهيار جبهة الإنقاذ للاختلافات الأيديولوجية بين أعضائها لكن عدم التنسيق للمرحلة القادمة بين المكونات الرئيسية للإنقاذ هو ما يقلق مؤيدى ثورة 30 يونيو، ويتخوفون من عودة الإخوان على جثة الخلافات السياسية بين الأحزاب التي شاركت فى إسقاط مرسي. وقالت مصادر لـ «عكاظ» في حزب الوفد: إن هناك خلافا عميقا بين حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، والسيد البدوي رئيس حزب الوفد، وإن السيد البدوي لا يريد أي نوع من التحالف أو التنسيق مع التيار الشعبي، وإنه يعارض تماما ترشح صباحي للرئاسة، كما نقل عن البدوي أنه لن يؤيد صباحي حتى لو لم يترشح الفريق عبدالفتاح السيسي للرئاسة، كما أن رغبة حركة تمرد في التحالف مع التيار الشعبي أغضبت الوفد والمصريين الأحرار والحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي، يضاف إلى ذلك أن تحالف التجمع مع بعض القوى اليسارية، مثل الحزب الاشتراكي بقيادة عبدالغفار شكر، والاشتراكيين الآخرين، لن يكون مؤثرا لأنه لا يملك قاعدة جماهيرية في الشارع. من جهته، قال محمود السيد عضو حزب المصريين الأحرار: إن الحزب منفتح على الأحزاب الأخرى للتحالف الانتخابي، لكن الحزب ليس مجبرا على التنسيق مع كل أحزاب جبهة الإنقاذ، مؤكدا وجود تنافس قوي بين أحزاب جبهة الإنقاذ، بل داخل الأحزاب والتكتلات نفسها مما يضعفها أمام دخول الإخوان وأنصار التيار الديني بصفة مستقلين. فيما حذر عبد الوهاب مصطفى، الباحث في شؤون الأحزاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، من تشرذم القوى الوطنية، وقال: إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن يدخلوا الانتخابات البرلمانية القادمة ويحققوا مفاجأة غير سارة للمصريين، سواء بالدخول كأعضاء مستقلين كما كان يحدث فى عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، أو دخولهم ضمن الأحزاب التابعة لجماعة الإخوان، مثل الاستقلال والفضيلة وغيرها، مرجحا أن يكون حزب مصر القوية، الذي يقوده عبدالمنعم أبو الفتوح، الوجهة المفضلة للإخوان.