×
محافظة المنطقة الشرقية

أمريكي يعود للسجن لأنه لم يحب الحياة في الخارج #الوئام #السعودية

صورة الخبر

لم يكن مشروع إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، عملا سهلا على الإطلاق..ولم يكن تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإطلاق بيت الحكمة سهل التطبيق على الأرض .. ولكن بعزيمة الرجال المخلصين الذين صدقوا ما عاهدوا الملك عبدالله، عليه .. تحقق الحلم على الارض..وانطلقت الجامعة بقوة لتكون جامعة بحثية متنوعة رائدة في العالم وتصبح مركزا للابتكار والتنمية الاقتصادية وتصنع التغيير والتحول الاستراتيجي في الفكر المعرفي والاقتصادي. عكاظ أجرت حوارا شاملا هو الاول مع رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الجديد الدكتور جان لو شامو الذي تولى منصب رئيس كاوست في مطلع شهر يوليو عام 2013 حيث قال إن مجتمع كاوست من صناع المعجزات والقرارات الحاسمة، موضحا ان كاوست هي المكان الوحيد لصناعة المعجزات في العالم. الدكتور شامو الفرنسي الاصل والامريكي الجنسية والذي شغل منصب رئيس معهد كاليفورنيا للتقنية اوضح ان فكرة الجامعة تجسد الرؤية الاستراتيجية للملك عبدالله في انشاء بيت الحكة الذي تحقق على الارض موضحا ان الجامعة تصنع التغيير ولديها رصيد للابتكار والتنمية الاقتصادية في العالم وفيما يلي نص الحوار: * بداية ..ما الذي جذبكم لتولي منصب الرئيس لجامعة وليدة في المملكة، خاصة وأنكم كنتم تديرون معهدا عالميًا ذا سمعة عالية في الولايات المتحدة؟ ‐ في الحقيقة أنني استندت في قراري للعمل كرئيس لجامعة الملك عبدالله على إيماني، من واقع خبرتي التي امتدت أكثر من 35 عاما في جامعات الأبحاث الكبرى في الولايات المتحدة، بامتلاك الجامعة لكثير من السمات التي لا تتوفر إلا في مؤسسات العلوم والتقنية الرائدة في العالم كمعهد كاليفورنيا للتقنية الذي كنت أديره ومعهد جورجيا للتقنية في أتلانتا والذي ساهمت بصعوده. وأعتقد أن قيادة جامعة الملك عبدالله أمر جدير بالاعتبار لما لها من مكانة علمية في المملكة والعالم. كما أن الجامعة شيدت على أسس ومواصفات وقيم قريبة جدا إلى قلبي وهي: الالتزام بثقافة الجدارة والتميز، وروح الاستكشاف مع حب الاستطلاع والفضول العلمي، والعاطفة الجياشة نحو ما فيه النهوض بمجالات العلوم والتقنية، والإلهام نحو عصر جديد من الاكتشافات العلمية. ولقد أعجبت برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عندما أنشأ جامعته البحثية كهدية منه للمملكة والعالم، لتكون نموذجا دائما للتعليم الراقي والبحث العلمي المتقدم ولتعزيز التنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي للشعب في المملكة والعالم. وتعكس هذه الرؤية أفضل وصف لجامعات الأبحاث ودورها الكبير في الاكتشاف والابتكار والازدهار. وعلى الرغم من أن الجامعة لا تزال جامعة فتية، إلا أنها تمتلك موارد وبنية تحتية لا مثيل لها وتؤهلها لتكون مركزا جديدا للاكتشاف والابتكار، كما أن ثقافتها التعاونية المتنوعة والدولية ستكون العامل الأساسي لنجاحها. النهوض بالمعرفة * كيف وجدتم الجامعة خاصة أنكم في شهوركم الأولى؟ ‐ انطباعي الأول هو أن الجامعة تعتبر جوهرة فريدة من نوعها في العالم، وأنها المكان الذي يمكن أن تتحقق فيه المستحيلات. و لدينا فرصة كبيرة للنهوض بالمعرفة والاكتشافات التي تستند إلى العلوم الأساسية ونحن مجتمع من صناع الأعمال غير التقليدية والقرارات الحاسمة. إنها فرصة لي للاحتفال برحلة أكاديمية جديدة والتي أتمنى أن تلهمنا، وتحفزنا جميعا لنقدم أفضل ما لدينا للعالم. وفي الحقيقة ان الجامعة تمتلك مجتمعا دوليا معرفيا وفكريا واقتصاديا حقيقيا ففي الوقت الذي تصنف به العديد من المنظمات والجامعات بأنها عالمية بسبب أن طلبتها قدموا من جميع أنحاء العالم، إلا أن جامعة الملك عبدالله تجاوزت ذلك بكثير بأعضاء هيئة تدريسها وطلبتها وموظفيها الذين يأتون من خلفيات وثقافات مختلفة، ما يجعلها مختلفة تماما عن الجامعات العالمية والتي تحركها الثقافة المحلية لكل دولة. و لدينا في الجامعة مزيج حقيقي من الثقافات المختلفة، من المملكة واستراليا، وإفريقيا، وأوروبا، والولايات المتحدة، وغيرها. وجميعهم يحملون معهم مناهجهم المختلفة. الثقافات المتعددة * هل يشكل ذلك تحديا لكم؟ ‐ نعم يشكل ذلك تحديا كبيرا، ولكنني أعتقد أن الاستفادة من جميع هذه المواهب الكامنة في هذه الثقافات سيكون مثمرا جدا. * ما هي انطباعاتكم الأولى عن المملكة؟ ‐ على الرغم من أنني لا أزال في بداية الطريق لاكتشاف المملكة إلا أنني استمتعت جدا في التعرف على مناطق مختلفة منها. ومن الواضح أن شعب المملكة يتمتع بثقافة غنية جدا وتراث كبير، وأنا أتطلع إلى معرفة المزيد عن المملكة وشعبها. كما أنني أحببت العيش على شواطئ البحر الأحمر حيث الطقس الجميل، فضلا عن المأكولات البحرية الطازجة. مؤسسة بحثية رائدة * بصراحة ما الذي تحتاجه الجامعة لتكون واحدة من الجامعات الرائدة في العالم؟ ‐ تقوم أفضل جامعات الأبحاث العالمية بالتفكير والعمل على المستوى العالمي، لكنها في نفس الوقت تقدم نتائج أبحاثها على المستويين المحلي والعالمي. إن العنصر الأساسي لنجاح الجامعات هو التزامها الدؤوب بالتميّز في التعليم والأبحاث، وتشجيع المواهب وتمكينها لمعالجة المسائل الهامة بشغف. ولابد لنا أن نعرف أن أكبر جامعات الابتكار في العالم لديها تناغم كبير بين الدافع للاكتشاف والرغبة الملحة في معالجة المشاكل المجتمعية المهمة ضمن بيئة بحثية تعاونية عالمية تدعمها بنية تشغيلية نشطة ترحب بالتفاعل مع مختلف المساهمين في الساحة الاقتصادية. يجب أن نعرف أن أكثر جامعات العلوم والتقنية تأثيرا في العالم لا تحاول استباق نتائج أبحاثها. هذا لا يعني أنه لا يمكننا توجيه الأبحاث لتحقيق هدف معين. سيتحقق الهدف بكل تأكيد إذا أعطينا الفرصة للناس بأن يطلقوا العنان لأفكارهم وأحلامهم بتركيز وحرية في مجال العمل العلمي لتحقيق النجاح الذي يولد نجاحات أخرى، ويعزز ثقافة الجامعة كمؤسسة بحثية رائدة. الابتكارات العالمية * المؤسسات العلمية الرائدة في العالم مثل معهد ماساتشوستس للتقنية ومعهد كالتيك هي مؤسسات راسخة ولها تاريخ طويل كم تحتاج جامعة كاوست من الوقت لتكون في مرتبة هذه المؤسسات؟ ‐ على الرغم من أنني لازلت حديث عهد على الجامعة، إلا أنه من واقع تجربتي في جامعات أخرى مشابهة مثل معهدي جورجيا وكاليفورنيا للتقنية أجد أن رؤية جامعة الملك عبدالله، وبنيتها التحتية ومحاور أبحاثها الاستراتيجية وثقافتها، فضلا عن ما تمتلكه من نخبة من أعضاء هيئة التدريس، والطلبة والخريجين الذين يملكون الجرأة لتقديم كل ما هو جديد وقيّم سوف تكون رصيدا كبيرا للابتكار والتنمية الاقتصادية في المملكة والعالم. جامعة الملك عبدالله تصنع التغيير في مجالات العلوم، وتسعى لتقديم المعرفة الجديدة وإدارة الإمكانيات والقدرات. وبمرور الوقت، يمكن أن يكون لها ثقل وتأثير كبيران في قلب شبكة الابتكار العالمية. وعندما نثقف الطلبة ونشركهم في بيئة تشجع التميّز، والفضول، والاختراع، والنزاهة، والشغف لصنع التغيير، فإننا بذلك نخدم المجتمع على أكمل وجه. * ركز الملك عبدالله في تأسيسه للجامعة على الاقتصاد المعرفي. ما هي الخطوات التي يجب على الجامعة اتخاذها لتحقيق هذا الهدف؟ ‐ أعرف تماما أن الملك عبدالله أعلن هذا الهدف بوضوح عندما قال إن أحد أسباب إنشاء هذه الجامعة هو التأسيس لقيام اقتصاد معرفي يهدف لتنويع مصادر الاقتصاد الوطني، وأن تكون جسرا للتواصل بين الحضارات، وفي الواقع أن الجامعة تدعم هذا الاتجاه عبر سعيها الجاد لتقديم المعرفة الجديدة وإدارتها ونقل الابتكارات العلمية، وأيضا عبر أعضاء هيئة تدريسها، وطلابها الذين يملكون الجرأة لتقديم كل ما هو جديد وقيّم. وأيضا عبر خريجي الجامعة الذين أثبتوا جدارتهم في سوق العمل السعودي، حيث ان كثيرا منهم بدأ حياته المهنية بنجاح مع شركات محلية مثل شركة داو، سابك، وأرامكو السعودية. تنسيق مع الجامعات * هل هناك تعاون بين الجامعة مع جامعات ومراكز البحث العلمي في المملكة والعالم؟ ‐ بفضل رؤية الملك عبدالله، تم إنشاء جامعة كاوست على أسس ثقافة التميز، والتعاون وتشجيع الشراكات الدولية لمعالجة المشاكل المهمة في المنطقة والاستفادة من هذه العولمة المتزايدة للمعرفة التي نشهدها في هذا الوقت. ونأمل أن يرفع أعضاء هيئة التدريس سقف طموحاتهم عند إعداد جداول أعمالهم البحثية وأن يدخلوا في شراكات نشطة مع أفضل الباحثين من الجامعات الأخرى. لقد استفاد أعضاء هيئة التدريس من خبرات زملائهم في الجامعات الأخرى من جميع أنحاء العالم عبر العديد من المبادرات التي تقوم بها الجامعة تحت مظلة البحوث التعاونية، كما استثمروا أيضا في هذه الشراكات التي نعتقد أنها في نهاية المطاف ستسهم بشكل كبير في تقدم أبحاثنا الجريئة محليا وعالميا. ومحليا، أسست الجامعة شراكات خاصة مع بعض المنظمات والشركات الكبيرة مثل أرامكو، سابك، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشركة داو للكيماويات، ولدينا أيضا مبادرات أبحاث تعاونية مع بعض القطاعات الحكومية، مثل وزارة الزراعة. كما أننا نتعاون حاليا مع أكثر من 30 شريكا من شركاء الصناعة داخل المملكة والعالم. كما يوجد لدينا شراكات أكاديمية وبحثية مع أكثر من 50 مؤسسة وجامعة عالمية. كما أنه لدينا شبكة علاقات وشراكات علمية مهمة مع معظم الجامعات السعودية، وكثير من طلبة جامعة الملك عبدالله هم اصلا من خريجي الجامعات السعودية. * هل هناك أمثلة واقعية لهذا التعاون؟ ‐ أحد الأمثلة على الجهود البحثية التعاونية لدينا هو برنامج أبحاث تعاوني مع عدة مؤسسات تدعمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله لتطوير رقاقة ذكية لأشباه الموصلات لجهاز ليزر الضوء الأبيض ذي الكفاءة العالية لتحسين تقنية الإضاءة الترانزستورية. ويشارك في هذا البرنامج جامعات وشركات كبيرة سواء من داخل المملكة وخارجها مثل: جامعة كاليفورنيا، كلية عفت، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، جامعة الملك عبدالعزيز، وأرامكو وسابك. حلم بيت الحكمة * حلم خادم الحرمين الشريفين تحقق بإنشاء الجامعة وبناء بيت الحكمة، ما هي نظرتكم لهذه الرؤية؟ ‐ من المؤكد أن لخادم الحرمين الشريفين رؤية استراتيجية مهمة لإعادة الحضارة العلمية وهو الذي أعلن أنه يريد لجامعته أن تكون منارة علم، ومركز إشعاع حضاري يضيء بأسباب النهضة والتقدم لصياغة مستقبل أفضل لإنسان المملكة والمنطقة والإنسان في كل مكان. لهذا تسعى جامعة الملك عبدالله لتكون مركزا للمعارف والعلوم في المنطقة وعلى المستوى العالمي وأن تكون بيت الحكمة. وكما تعلمون فإن معظم العلوم الحديثة نشأت أصلا من بيت الحكمة الأول - على سبيل المثال في مجال الكيمياء، والفلك، والرياضيات، والطب ...الخ، عندما كانت أوروبا تمر بفترة العصور المظلمة. إن إنشاء جامعة للعلوم والتقنية يعتبر تحديا كبيرا له ثقله وأهميته التاريخية. وفي الواقع أن الجامعة كانت تحتاج لهذه الرؤية من الملك عبدالله كونها مؤسسة جديدة. ونحن الآن في مرحلة تطوير ثقافة التميّز. وما أتمناه أن يتحدث الناس في هذا المكتب بعد 50 عاما عبر ما تحقق من إنجازات. سيكون أكبر أثر للجامعة عبر ما تقدمه من خريجين والذين سيعملون وينتجون وسيكون لهم تأثير كبير في مجتمعاتهم. لقد وصلنا إلى مرحلة تستحق فيها جودتنا المزيد من التقدير والاهتمام. وبالفعل فإن الجامعة أصبح لها جاذبيتها وأتمنى أن أنجح في تحقيق رؤية الملك عبدالله في بيت الحكمة الجديد ممثلة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. عقول متميزة * ماذا عن العقول الأكاديمية في الجامعة؟ وما هي معايير الجودة في اختيار العلماء والأكاديميين؟ ‐ لقد استطعنا جذب عقول متميزة مشهود لها بالكفاءة على المستوى العالمي في مجال تخصصاتها ولها انجازاتها المتنوعة ومن مختلف دول العالم. ونحرص في الجامعة على تطبيق معايير دقيقة في اختيار الأكاديميين والباحثين ممن يمتلكون الحماس ولديهم القدرة على إلهام الآخرين، ويستطيعون التعاون مع الباحثين والطلبة والعلماء الآخرين في مختلف التخصصات والجنسيات والخلفيات الثقافية. ونتطلع إلى استقطاب العلماء الذين يتميزون بالفكر الابداعي ولهم القدرة على قيادة الآخرين. وهي نفس الخصائص التي نبحث عنها لدى الطلبة، وحتى الآن استطعنا ان نوفق في هذا الإطار ونسعى جاهدين بكل قوة لمواصلة هذا النهج. رؤية ملك أعجبت برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عندما أنشأ جامعته البحثية كهدية منه للمملكة والعالم، لتكون نموذجا دائما للتعليم الراقي والبحث العلمي المتقدم ولتعزيز التنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي للشعب في المملكة والعالم. وتعكس هذه الرؤية أفضل وصف لجامعات الأبحاث ودورها الكبير في الاكتشاف والابتكار والازدهار.