×
محافظة المنطقة الشرقية

برنامج التحسين وتنمية القيادات

صورة الخبر

توصل فريق من العلماء الأوروبيين، بعد عمل امتد إلى مدى أربعة أعوام متتالية، إلى أن البيئة المحيطة بأماكن عيش الانسان تؤثر على إحتمال إصابته بالسمنة. وأفاد موقع «ميرور» البريطاني، بأن العلماء تمكنوا من معرفة مدى تأثير المرافق المحيطة بسكن الاشخاص على إصابتهم بالسمنة، عبر استخدام تقنية «غوغل ستريت فيو» التي ساهمت في قياس عدد المساحات الخضراء، والممرات المخصصة للمشاة، وأماكن تناول الطعام المحيطة بالوحدات السكنية. وأوضحت الدراسة أن من الضروري تصميم الأحياء المستقبلية بطريقة تسمح لسكانها بممارسة النشاطات الصحية في مرافق مناسبة معدة خصيصاً لهذا الغرض. وحلل العلماء القائمون على الدراسة بيانات ستة آلاف شخص يعيشون في لندن وغنت وروتردام وأمستردام وبودابست، ووجدوا أن مستويات النشاط البدني والصحي تؤثر في سعادة الانسان وتمتُعه بنمط حياة سليم. وذكرت الدراسة أن سكان المناطق المحرومة اجتماعياً وإقتصادياً، يفتقرون إلى العادات الصحية وممارسة النشاطات الرياضية، بسبب قلة المرافق المخصصة لهذه الغايات. وأشارت إلى أن ارتفاع مستويات السمنة في بعض البيئات مرتبط بمدى التواصل الاسري والاجتماعي والذي يساهم في تعزيز الصحة النفسية، الأمر الذي يفرض بدوره سلوكاً صحياً جيداً. ويؤثر النظام الغذائي الذي يعتمده الأشخاص في حياتهم على مستويات السمنة سلباً وإيجاباً، إذ يتمتع الذين يتناولون الفواكة بشكل دوري بصحة أفضل من غيرهم. وتُعد قلة ساعات النوم وقضاء الأوقات الطويلة أمام شاشات التلفاز وقلة النشاط البدني والاعتماد على وسائل النقل والمواصلات، سبباً رئيساً في إرتفاع معدلات السمنة. وقال قائد فريق البحث في المركز الطبي التابع إلى جامعة «أمستردام» يروين ليكرفيلد: إن «المهندسين القائمين على بناء المرافق السكنية، مسؤولون عن تصميم وهندسة مدن توفر بيئة صحية ملائمة للناس». وأضاف ليكرفيلد أن «إنشاء وحدات سكنية ومرافق رياضية وصحية للاشخاص، تساهم إيجاباً في خفض نسبة النفقات المدفوعة على علاج السمنة والأمراض المرتبطة بحدوثها». يذكر أن دراسة سابقة أفادت بأن السكن إلى جانب المتاجر ومحلات البقالة، يمكن أن يساعد الأطفال والمراهقين على تناول المزيد من الأطعمة الصحية مثل الخضار والفواكة، وبالتالي تجنب البدانة والأمراض الناتجة عنها. ويعاني نحو 2.1 بليون شخص و15 في المئة من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6-11 عاماً، حول العالم من الوزن الزائد والبدانة، ومن المتوقع أن تطال هذه المشكلة نصف عدد البالغين بحلول العام 2030. وتمثل البدانة نسبة خمسة في المئة من إجمالي عدد الوفيات، وتوازي تداعياتها على الاقتصاد العالمي تلك الناجمة عن التدخين والنزاعات المسلحة.