×
محافظة المنطقة الشرقية

مصرع شابين في اصطدام مروع بعمود في الأحساء

صورة الخبر

فتحت السلطات القضائية في السعودية، أمس، ملف حادثة بشعة حينما غدر سعوديون باللواء ناصر العثمان، أحد منسوبي المديرية العامة للمباحث، في استراحته، في 2007، وفصلوا رأسه عن جسده، بعد نحره، لا سيما أن أحد منفذي العملية من أقارب المغدور، أقر بالحادثة، فيما شرع الآخر بعد العملية في قتل قائد الطوارئ الخاصة في إحدى مناطق السعودية، وسعى لتشكيل خلية إرهابية بالسعودية، بعد لقائه مع قيادات «قاعدة العراق»، وأبرزهم القتيل أبو مصعب الزرقاوي، وأبو عبد الإله الشافعي، وأبو طلحة العراقي، فيما حمل ثالث تسجيلا صوتيا للزرقاوي من أجل جمع التبرعات المالية لـ«القاعدة». وأوضح ممثل الادعاء العام، خلال جلسة تلاوة الدعوى في المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، أن المتهم الأول، الذي طالب بتنفيذ القتل عليه حدًا، اشترك مع زميله المكنى «أبو يوسف» في جريمة قتل المغدور اللواء ناصر بن محمد العثمان، وذلك بالتخطيط ورصده وتحين الفرصة لتنفيذ هذه الجريمة، حتى تمكنا منه وهو في غفلة من أمره في استراحته في محافظة بريدة، والسيطرة عليه تحت تهديد السلاح وتكبيل يديه وقدميه، ثم نحره وفصل رأسه عن جسده، بناء على معتقدهم بأن المجني عليه كافر مرتد في نظرهم لعمله بجهاز المباحث العامة. وقال ممثل هيئة التحقيق والادعاء، إن المتهم انتهج الفكر التكفيري، وانتقد الشيخ ابن باز (رحمه الله) مفتي عام السعودية سابقًا، وكان يرى عدم الصلاة خلف الشيخ عبد الرحمن السديس، أحد أئمة الحرم المكي، حيث إنه أدى الصلاة خلفه بنية المنفرد، كما اعتاد أن يفعل ذلك أصحاب الفكر الضال. وأشار ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام إلى أن المتهم الأول قام بتمويل الإرهاب، بتسليمه مبلغ 130 ألف ريال (34.6 ألف دولار)، للمتهم الثاني (أبو يوسف)، من أجل إرسالها لتنظيم القاعدة بالعراق، حيث قاموا بتحويل الأموال من عملة الريال إلى اليورو، حتى يسهل حملها. ولفت ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام إلى أن المتهم الأول ضلل جهات التحقيق، بإخفائه الدور في إيصال بعض المطلوبين أمنيًا إلى منطقة تبوك (شمال غربي السعودية)، للخروج إلى العراق للمشاركة في القتال الدائر هناك، خصوصا أن المتهم ادعى الجنون أثناء التحقيق معه مدة طويلة بناء على ما يعتقده من منهج تكفيري، يستبيح معه المحرمات، ومنها الكذب على من يعتقد كفرهم، حتى لو أدى ذلك إلى تركه الواجبات الشرعية من الطهارة والصلاة من أجل تضليل جهات التحقيق. وأقر المتهم بعد سماعه لائحة الدعوى، بمشاركته في قتل أحد أقاربه من جهة والدته، حيث يعرفه جيدًا، والمواقع الذي يعتاد الوجود فيها، وبعملية القتل، حيث ذهب ومعه زميله (أبو يوسف)، ودخلا على اللواء ناصر العثمان (رحمه الله)، في استراحته الخاصة، وقاموا بتكبيل يديه وقدميه، وأن زميله (أبو يوسف)، هو من نفذ عملية النحر، وفصل الرأس عن الجسد، فيما كان دوره هو توثيق العملية، تمهيدًا لنشرها عبر شبكة الإنترنت، كما اعتادت التنظيمات الإرهابية في نشر أعمالهم الوحشية. وسأل القاضي المتهم: أين ذهبتم بعد ذلك؟ فأجاب: «غادرنا مكان الجريمة، عبر سيارتي من نوع (جيب)، إلى مكان سيارة (أبو يوسف)، ثم توجهت إلى المنزل، وتركنا الجثة في نفس مكانها، داخل الغرفة في الاستراحة». وطالبت هيئة التحقيق والادعاء، بالقتل حدًا للمتهم الثاني المكنى «أبو يوسف»، لالتقائه مع القتيل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم «قاعدة العراق»، والعمل على تنسيق سفر الشبان السعوديين إلى هناك، لانضمامهم إلى القتال الدائر، والسعي إلى تشكيل خلية إرهابية داخل السعودية، وجمع كميات كبيرة من الأسلحة وإخفائها في منزله، من بينها بندقية قناصة نوع «دراغنوف»، (شاخوفه)، بعيدة المدى، حيث خطط المتهم الثالث في القضية لقتل قائد قوة الطوارئ الخاصة في القصيم. واشترك المتهم الثاني مع الأول مع عملية نحر اللواء ناصر العثمان في استراحته، لا سيما أنه خطط للقيام بعمليات إرهابية داخل البلاد، وجمع الأموال، وجنّد المتهمين الأول والثالث من أجل ذلك، وارتبط بقيادات التنظيم في العراق، منهم أبو مصعب الزرقاوي، وأبو عبد الله الشافعي، وأبو طلحة العراقي. وأثناء رجوع المكنى «أبو يوسف»، قام بتقديم الدعم المالي للتنظيمات الإرهابية في العراق، ثم قرر السفر إلى العراق مرة أخرى، إلا أنه لم يستطيع الدخول إلى هناك، وقرر حينها السفر إلى السعودية، وتدرب في أحد المعسكرات هناك على الأسلحة الرشاشة، والمسدس والـ«آر بي جي» والـ«بيكا» والقنابل اليدوية، وقام من مكانه بالتنسيق لسفر عدد كبير من الأشخاص إلى مواطن القتال. وبعد عودته مرة أخرى، قام بتسجيل وصية لأحد الأشخاص قبل سفره إلى العراق للمشاركة في القتال، من أجل بثها بعد مقتله عبر شبكات الإنترنت، كما تدرب خلال وجوده في السعودية على كيفية صناعة الأكواع والقنابل اليدوية، وصناعة السموم، وحيازته ورقة تحتوي على أسماء ورموز وأوصاف لأشخاص مجهزين للقيام بعمليات إرهابية. فيما ادعي على المتهم الثالث، وهو سعودي الجنسية، بعقوبة تعزيرية، لانتمائه لتنظيم القاعدة، من خلال اجتماعه مع مطلوبين أمنيين في منزل أحدهم بقصد مناقشة إعداد كوادر عسكرية سوريه سواء يتم تدريبها داخل السعودية أو خارجها، للاستفادة منها وقت الحاجة، والشروع في اغتيال قائد قوات الطوارئ الخاصة في إحدى مناطق المملكة بالاشتراك مع المتهم الثاني، وخلعه البيعة التي في عنقه لولي الأمر، ومبايعته القتيل أسامه بن لادن، زعيم التنظيم الأم في أفغانستان (آنذاك) على السمع والطاعة خلال وجوده في أفغانستان في 2001، كما تستر على ما عرضه عليه أحد المتهمين (موقوف حاليًا لدى الجهات المختصة) من رغبته ضمه للخلايا الإرهابية تحت قيادة القتيل عبد العزيز المقرن، قائد التنظيم بالسعودية، وعدم إبلاغه الجهات الأمنية عن ذلك. واشترك المتهم في عرض رسالتين صوتيتين؛ الأولى لأبو مصعب الزرقاوي، والأخرى لقيادي في التنظيم، في جهاز صغير شبيه بالقلم وله سماعات صغيرة خارجية، يحمل في الجيب، على مجموعة من الأشخاص في بريده، وذلك بقصد كسب تأييدهم لجمع الأموال، حيث أحضر هذا التسجيل من العراق. واتهم أيضا بإيصاله رسالة شفهية مهربة من داخل سجون القصيم من أحد الموقوفين وموجهه إلى متهم آخر موقوف ومضمونها أن العلاقة التي تربطهم هي علاقة دعوة وفتاوى فقط، ورسالة خطية من شخص موقوف داخل السجن نفسه، سلمها له أحد الأشخاص بهدف إرسالها إلى أحد المطلوبين، ومضمونها أن يكون حذرًا في تحركاته وأن يسلم المعني مبلغ خمسمائة ألف ريال.