بعد أيام قلائل من اعتقال "ملياردير العقوبات"، بابك زنجاني، زعيم شبكة الالتفاف على الحظر الاقتصادي والمالي المفروض على طهران عبر تركيا، لم تظهر بعد كافة أبعاد هذا الإجراء ودوافع الحكومة الإيرانية وراء زجّ مَنْ خدم النظام في مجال هو بحاجة ماسّة وحيوية إليه في السجن. والأمر المثير أن الصحافة الإيرانية التي تعاني من الرقابة المشددة تعاطت على نطاق واسع مع ملف زنجاني واعتقاله، إلا أن وسائل الإعلام القريبة من الحرس الثوري لا تزال تقف موقف المتفرج. ويتوقع المراقبون أن حسن روحاني يحاول عبر ضرب رأس شبكة الالتفاف على العقوبات المفروضة على طهران بسبب ملفها النووي المثير للجدل، أن يطمئن الغرب بجدية الموقف الإيراني وإيجابيته. ومن ناحية أخرى فإن أزمة الفساد في تركيا كشفت بابك زنجاني على حقيقته، وأصبح بذلك ورقة محروقة ينبغي التخلص منها.