ودّع جمهور وعشاق المسرح، أول من أمس، مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، على أمل اللقاء في النسخة الثانية منه العام المقبل. وكرّم مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أحمد بورحيمة، الضيوف والمشاركين، وجرى التكريم في عرض البحر، وكان اليوم الخامس والأخير من المهرجان شهد عرض المسرحية الكويتية زكريا حبيبي، من تأليف الكاتب الإماراتي ناجي الحاي، وإخراج أحمد السلمان، وتمثيل السلمان وسماح. الندوة التطبيقية تلا عرض زكريا حبيبي ندوة تطبيقية أدارها أستاذ المسرح، محمد سيد أحمد، مشيراً إلى أن نص زكريا حبيبي للكاتب الإماراتي ناجي الحاي حامل لكوميديا راقية، واستطاع المخرج أحمد السلمان أن يقدم حوارات ثنائية مليئة بالتحولات النفسية، والتحول والتبدل في المواقف، مرة هو ينتصر، ومرة هي تنتصر، وأضاف أن العمل تضمن مواجهات وحوارات واعترافات، وقد تناول قصة واقعية من الواقع الاجتماعي المعاش، وجاء الحوار وكأنه يجري في بيوت الناس وليس على المسرح، حيث تميز بأنه تلقائي وعفوي ومعبر، وتدرج في الإعلان عن المواقف والاعترافات. ولفت إلى أن اختيار النص موفق جداً، خصوصاً أنه عمل مشترك إماراتي (المؤلف) وكويتي (الإخراج والتمثيل)، وأشار إلى أهمية أن ينطلق المسرح من همومنا وواقعنا وأحلامنا وآمالنا وقضايانا، ومن الواقع الاجتماعي عموماً. وقال: كان هناك انتقال سلس في العرض من الكوميديا إلى التراجيديا. وعبّر الحضور عن استمتاعهم بالعمل الذي كان واقعياً، وتناول قضية اجتماعية لها حضورها في الواقع الاجتماعي. مصارحة تدور أحداث المسرحية حول امرأة عجوز في الستينات من عمرها حرمت من الإنجاب، وتعاني الوحدة مع زوجها المسن، ما يزيد من حدة الخلافات بينهما، ليصل الوضع إلى حد المصارحة والمكاشفة بعد سنوات من الصمت. وتنتمي المسرحية الى المسرح الجاد الذي تعشقه سماح باعتبارها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج. ومع العرض الكويتي ودّع مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي النسخة الأولى، ليكون على موعد مع عشاق وجمهور المسرح والمشتغلين فيه العام المقبل. وشهد المهرجان خمسة عروض مسرحية من خمس دول عربية، هي الإمارات والكويت والأردن والجزائر والمغرب، إضافة إلى ندوات وورش تدريبية، وملتقى الشارقة 13 للمسرح العربي الذي عقد تحت شعار المسرح والعلوم، وذلك في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. آخر العروض تدور أحداث المسرحية حول امرأة عجوز في الستينات من عمرها حرمت من الإنجاب، وتعاني الوحدة مع زوجها المسن، ما يزيد من حدة الخلافات بينهما، ليصل الوضع إلى حد المصارحة والمكاشفة بعد سنوات من الصمت. وتنتمي المسرحية الى المسرح الجاد الذي تعشقه سماح، باعتبارها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج. وتتناول المسرحية حياة زوجين لم ينجبا، وتسلل لحياتهما الملل، بعد تقاعد الرجل من وظيفته الحكومية، حيث أصبح رجلاً متقاعداً، لكنه يصف المتقاعد بأنه مُت قاعد، ولا يتقن بعد ذلك غير الكلام مع زوجته التي حفظت كل تفاصيل حكاياته منذ كان صبياً يعمل في السعودية، وعمل عتّالاً في البحرين، وغيرها من الوظائف في مختلف بلدان الخليج. تبدأ المسرحية بالزوج وهو جالس على كرسيه يغني لنفسه ويهتز طرباً، وتدخل الزوجة تحمل في يديها صحناً فيه بعض الخضار، وتجلس على كرسي وتضع الخضار على الطاولة ثم تبدأ في تقطيعه، ولا تلبث أن تنهر الرجل وتأمره بالسكوت، ثم تبدأ في لومه على تلك الجلسة الكئيبة، وتعيّره بأنه يظل جالساً فارغاً لا عمل له، وتتساءل لماذا لا يكون مثل الآخرين الذين لهم شركات يديرونها، أو على الأقل لماذا لا يكون له أصدقاء في المقهى يذهب إليهم ويلهو بالحديث معهم، بدل أن يظل جالساً يردد تلك الحكايات المملة، ويدخلان في جدال وخلاف في كل المواقف والقصص، ويستمر الحوار والجدل ليعودا به للبدايات، وحياتهما على مدار 40 سنة مضت، فتارة تذكّره الزوجة بما عانته في حياة والدته من قهر، فقد كانت تذلها وتسخر منها وتلوم ابنها على زواجه منها، لأن الزوجة كانت عمياء في أول حياتهما، وتعيّر الزوجة زوجها بأنه كان ضعيفاً أمام أمه ولم يستطع أن يرد عنها أذاها. ويصل الحوار إلى نقطة يتذكران فيها عدم إنجابهما للأطفال، ويتذكر الزوج ذلك بحسرة على أنه لا يجد ولداً يناديه بابا، وينكسر خاطر الزوجة، وتقترب منه تطلب منه السماح على ما أخفته عنه، وتعترف له بأنها هي السبب في عدم إنجابهما، لأنها كانت تستخدم موانع الحمل والأعشاب كي لا تحمل وتنجب أولاداً، وتبرر له ذلك بأنها كانت تعرف أن العمى الذي أصابها وراثي وسوف ينتقل إلى أبنائها، ويستمر الجدل والاعترافات، فيأتي دوره بذلك ليعلن لها أنه رجل عقيم، وأن سبب عدم الإنجاب هو لا هي، ومن ثم تتداعى الأمور أكثر فيعترف بعد أن تغضب لأنه حرمها من الأطفال، بأنه كان متزوج من (نرجس)، التي أحبها وعشقها، ولكن أهلها عندما عرفوا أنه عقيم كان لابد من إنهاء تلك الحياة الزوجية. ويصلان إلى محطة أخرى من الجدل والخلاف والاعتراف، ومن ثم تنقلب مشاعر كل منهما إلى الإحساس بالمرارة وعبثية الحياة التي عاشاها، ويقرران الانتحار، ويضعان المشنقتين في عنقيهما ويمشيان معاً، ثم يسمع صوت من خلفهما، ويسقطان، وتظهر من خلفهما صورة لهما في كامل أناقتهما في يوم زفافهما، فيقفان ويتأملانها، ويشبكان أيديهما.