في كتابه الصادر عام 2006 (جرأة الأمل)، يتحدّث مؤلفه باراك أوباما (الرئيس الحالي للولايات المتحدة عن النقطة العمياء Blind Spot التي لا يراها صاحبها. لكن يراها الآخرون، والتي كثيرًا ما يتم تحذير سائقي المركبات منها، كي لا يغفلوها فتنتج عنها حوادث وكوارث). بعد 3 أسابيع يكمل الرجل الأسمر باراك أوباما عامه الخامس سيّدًا للبيت الأبيض. هذا التباين في الألوان جدير بأن يمنح قائد (المركبة) العالمية عمقًا أكبر ووضوحًا أشد لتفادي النقاط العمياء أثناء قيادة هذا الكوكب الذي يموج بالتحديات والتناقضات وانتشار القتل والترويع والتشريد والظلم والجور، وكل المصطلحات المرتبطة بالكذب والدجل والبهتان. لكن كل المؤشرات تؤكد تزايد حالات العمى لدى الرئيس وفريقه، فلم يعد ذلك الطاقم (بإمكاناته التي لا تُحد وقدراته التي لا تُصد) قادرًا على التمييز بين القيادة الآمنة وتلك المتهورة. القيادة النابهة يا أبا مالي تتطلب حذرًا أكبر وتخطيطًا أعمق ونفسًا أطول. وهو ما تفتقده تحركاتك تحديدًا في القضية السورية وما حولها. لن أتحدث عن خذلان الشعب السوري على مدى 3 أعوام حتى أشبع تقتيلا وتشريدًا في حال لم يكن لها نظير في التاريخ المعاصر، ولا حتى في حرب فيتنام الكالحة! ذلك هو شأنك وحدك وشأن إدارتك المتخاذلة، لكني أؤكد لك أن ثمّة نقطة كبيرة عمياء غابت عنك وعن مستشاريك والمؤثرين في قرارك. إنها نقطة "الأمل" الذي امتلأت بها صفحات كتابك، والتي أنارت لك الطريق نحو البيت الأبيض، والذي عدّه الكثير من الخبراء خارطة طريق نحو سباق الرئاسة آنذاك! لقد ضاعت صيحات الأمل في دهاليز السياسة. ومعها ضاعت رايات المبادئ والأخلاق والقيم، ولم تبرز إلا عناوين المصالح الضيقة المؤقتة والحسابات السريعة المرتجلة. إنها نذر التدهور المريع للمبادئ التي سادت في الولايات المتحدة ولو بصفة جزئية طوال قرنين من الزمان، وبها استقرّت أحوال الشعوب إلى حدٍّ كبير، لكنها اليوم تعيش انحرافات البوصلة الضائعة والأمل المحترق والمستقبل المظلم، وكثير من فضل هذه السلبيات يعود إلى القيادة المتردّدة التي أصبحت جزءًا من شخصيتكم يا سيادة الرئيس، كما غدت عنوانا لضعف سياستكم وسوء تقديرها للعواقب. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain