يكتنز وسط الهفوف التاريخي بين مبانيه الطينية وحاراته وأسواقه الأثرية إرثاً حضارياً عميقاً، المتجول بينها سيعيش بين تاريخ يعود إلى أكثر من 4 آلاف سنة، فيشعر حينما يضع قدماً ويرفع أخرى وكأنه يقلب صفحات تاريخ منطقة غنية اقتصادياً وتجارياً طوال تاريخها.. نخيلاً..ومياهاً..فبشراً..ثم بترولاً..ومعها علم وثقافة وأدب. أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم ومعه نخبة من المهندسين من أبناء هذا الوطن بينهم المهندس حسين الحرز (رئيس البلدية الجديدة لوسط الهفوف) حملوا ريشة الرسام ليعيدوا رسم التاريخ في مدينة ليست طارئة على التاريخ، وإنما هي صفحة رئيسة من تاريخ الجزيرة العربية، ورمزاً للمدينة الإسلامية العريقة التي تحتضن حاراتها وجدران أبنيتها التي بنيت من طين أديم هذه الأرض الطيبة تاريخ ضارب في الحضارة والقدم يعيدك إلى حيث حمل الإنسان المسحاة والفأس ليزرع نخيلات (هجر)، وليبني حضارة امتد إرثها إلى كثير من الأمصار. أمانة الأحساء مدعومة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية هذا الرجل الذي قدر عملها وثمن ما تقوم به من حفاظ على الكنوز التاريخية، فيما كانت شراكة الأمانة الإستراتيجية مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وتعضيد رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، كان لهذا التناغم المميز أن أنتج لوحة تشكيلية رسمت بحبر الزمن وأطرها حب متجذر لهذا الوطن العظيم فخرجت لوحة فنية أبهرت وتبهر كل من يزور وسط مدينة الهفوف التاريخي. قصور تاريخية.. قلاع وحصون.. منارات علمية.. أسوار المدينة القديمة.. باحات وجلسات.. أسواق تجارية تاريخية.. مساجد تاريخية.. مبان حملت جلها زخارف ونقوشا وأقواسا أحسائية.. تلكم هي الصورة في وسط الهفوف ليس بالأمس وإنما اليوم! حارات الهفوف القديمة الكوت والنعاثل والرفعة الشمالية والرفعة الجنوبية أعادت الأمانة الحياة لها ولمحيطها. الأيام والشهور القادمة حبلى بمزيد من المشاريع التطويرية لمنطقة وسط الهفوف، كل هذا لا يأتي وليد اللحظة، وإنما هناك منهجية واضحة وضعتها الأمانة لجذب السياح والتجار لمنطقة كانت "ولا تزال" تمثل قلب واحة الأحساء النابض بالحركة التجارية والاقتصادية بمختلف أصنافها. وسط الهفوف بعد أن أعيد إحياؤها بات السياح وضيوف الواحة الذين يؤمونها من كل مناطق المملكة ودول الخليج، فأعاد العمل الرائع الذي قامت به الأمانة لوسط الهفوف قوته الاقتصادية والتجارية وأضافت عليه القوة السياحية التي تزداد يوماً بعد آخر. وسط الهفوف يضم مواقع للتراث العمراني، ومنها قصر ابراهيم الأثري، وعلى بعد أمتار يقع منزل البيعة الذي بويع فيه الملك عبدالعزيز لدى فتحه الأحساء، ثم مدرسة الهفوف الأولى "أول مدرسة نظامية في الأحساء"، كما يضم سوق القيصرية التاريخي وسوق الحميدية وشارعي الحداديد والخباز، وأمامهم يقع سور الكوت، وشرعت الأمانة مؤخراً في بناء سوق للحرفيين سيكون مخصصاً للحرف التقليدية الأحسائية التي عرفت بها الأحساء، والتي كادت تنتهي لغياب الاهتمام والدعم لها، فتأتي خطوة الأمانة هذه لتعيد الحياة للحرفيين، وتوفر لهم مكاناً يستطيعون من خلاله تسويق منتجاتهم تحت سقف واحد. ومن الجدير ذكره أن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان قد رشح وسط الهفوف لتسجيلها في اليونيسكو كأحد مواقع التراث العالمي، واعتبر م.عادل الملحم التوجه لتسجيل وسط الهفوف في اليونيسكو مكسباً كبيراً للمملكة ولجهود سمو وزير الشؤون البلدية والقروية وسمو رئيس هيئة السياحة اللذين يدعمان ولا يزالان ما تقوم به أمانة الأحساء من جهود للارتقاء بهذا الموقع الوطني المهم.