×
محافظة المنطقة الشرقية

«فضية» لأخضر الدراجات في «الخليجية»

صورة الخبر

في حال انهيار سد الموصل يمكن أن تنجم عن ذلك موجة عاتية يصل ارتفاعها إلى 55 متراً تغمر حوض نهر دجلة وتُغرق أكثر من مليون شخص، مع إمكانية وصول مياه الفيضانات الطوفانية إلى العاصمة العراقية بغداد نفسها، التي تبعد بنحو 450 كيلومتراً إلى الجنوب، وبالتالي فإن انهيار السد سيكون كارثياً بالنسبة للعراق. واليوم، تشير دراسات فيلق المهندسين في الجيش الأميركي إلى أن إمكانية انهياره أكبر بكثير مما كان يُعتقد. وقد اتضحت أصلاً مشاكل السد البنيوية عند امتلاء خزانه في 1985، ذلك أنه بني على طبقات من الطين والجبس، وهما مادتان ناعمتان تذوبان عند ملامستهما للماء، ولذلك فقد بدأ تسرب المياه من السد منذ بداية استغلاله، ومنذ ذلك الحين، تم صب نحو 100 ألف طن من الملاط في المنشأة لتقوية أسسها ومنع انهيارها، ولكن حتى هذا الحل الترقيعي والمؤقت عُرقل بسبب سيطرة تنظيم «داعش» على السد لفترة وجيزة في صيف 2014، كما تأثرت أعمال الإصلاح والترميم بالصراع السياسي والأزمة المالية في العراق. ووفق تقرير لفيلق المهندسين التابع للجيش الأميركي بتاريخ الثلاثين من يناير، فإن السد الذي يُعتمد عليه في توليد الطاقة الكهربائية يعاني من «مستوى غير مسبوق من الفراغات والفجوات التي لم تعالج بعد» في أسسه حيث حدد فريق المراقبة «مؤشرات مهمة على حالة من الضعف والتآكل». وعندما سيطر تنظيم «داعش» على السد، توقفت عملية روتينية يومية تقوم على صب الملاط فيه من أجل منعه من الانهيار طيلة ستة أسابيع، ومنذ تحرير السد من التنظيم، ما زالت هذه العملية تعاني من مشاكل لوجيستية، وفي هذه الأثناء، وضع قرار حكومي يهدف لحرمان الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، من الكهرباء من خلال وقف تدفق المياه عبر السد، ضغطاً إضافياً عليه جراء ارتفاع مستوى المياه. وقد صرح مستشار لمكتب رئيس الوزراء طلب عدم الكشف عن هويته أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى عبَّروا للحكومة العراقية عن قلقهم المتزايد، مضيفاً أنهم يذكِّرون دائماً بمثال إعصار كاترينا، محذرين من أن الدمار يمكن أن يكون «أسوأ بألف مرة». وتشير دراسات إلى أنه في حال انهيار السد نتيجة ارتفاع مستوى المياه، فإن الفيضانات التي ستنجم عن ذلك ستكون كارثية حيث ستتعرض الموصل، التي تقع على بعد نحو 48 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من السد، لسيل مائي يبلغ ارتفاعه 20 متراً من شأنه أن يمحو المدينة في غضون بضع ساعات، كما يُتوقع أيضاً أن تغمر مدينة تكريت، الواقعة أسفل النهر، مياهٌ بارتفاع 15 متراً قبل أن تؤدي السيول إلى تفجير سد آخر في سامراء. وفي غضون 48 ساعة، يُتوقع أن تصل فيضانات بعمق 4 أمتار إلى بغداد. ويقول المستشار إن هذه التخوفات تزداد مع استعداد قوات الأمن العراقية لهجوم من أجل استعادة الموصل من تنظيم «داعش»، ويوضح المستشار أن المسؤولين الأمنيين العراقيين وضعوا مخططات طوارئ تحسباً لإمكانية أن يحاول مقاتلو «داعش» تخريب السد في حال اعتقدوا أنهم فقدوا المدينة، ولكن في غضون ذلك، يمكن أن يمثل استعمال الذخيرة الثقيلة ضغطاً إضافياً على المنشأة. وفي هذا السياق، قالت شروق العبايجي، نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي: «لقد اضطررنا لتوجيه تحذير لهذه العمليات من أجل مراقبة السد لأنه ينبغي ألا يكون هناك أي شيء بالقرب منه»، ولكن الوضع ما زال «خطيراً جداً»، كما تقول، وأردفت قائلة: «ليس لدينا أي شيء لنعرف ما يحدث تحت السد.. هناك ثقوب وشقوق ولكننا لا نعرف حجمها». ومؤخراً، فازت شركة «تريفي» الإيطالية بمناقصة لإصلاح السد وترميمه، ومن المتوقع أن توقع العقد قريباً، وتقدر تكلفة المشروع بأكثر من 300 مليون دولار، وفق المستشار الذي أضاف أن التكلفة ربما يغطيها البنك الدولي. *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»