رأى مراقبون سياسيون أن التدريب الذي يحمل اسم "رعد الشمال" الذي أطلقته المملكة العربية السعودية والذي يمثل أحد أكبر التدريبات العسكرية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في تاريخها الحديث، يحمل في طياته الكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة للأصدقاء والحلفاء قبل الأعداء. وقال المراقبون: "المملكة تؤكد أنها قادرة على حماية أمن الخليج العربي ودول المنطقة بسواعد أبنائها، وجمع شمل المسلمين تحت كلمة واحدة وراية واحدة، مثلما كان الأمر في العهد الإسلامي الزاهر". وأضافوا: "تنطلق التدريبات غداً بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية، وهي المرة الثالثة خلال عام، التي تبث فيها المملكة العربية الأمل في نفوس أبناء العالمين العربي والإسلامي، بأن أمتهم قوية، وتمتلك إرادة من فولاذ وعزيمة من حديد، وتستطيع أن تكون قوة عالمية هادرة، يُحسب لها ألف حساب، وكانت المرة الأولى، عندما كونت السعودية تحالفاً عربياً إسلامياً، لمواجهة جماعة الحوثيين التي انقلبت على الشرعية في دولة اليمن، والمرة الثانية، مع إعلان السعودية تكوين قوة إسلامية لمواجهة الإرهاب، وسعد الجميع بأن للعرب والمسلمين قوة كبيرة وكلمة واحدة، وباتوا يعتمدون على أنفسهم في أخذ حقهم، ليس على الآخر". وأردف المراقبون: "يقدر عدد القوات المشاركة في "رعد الشمال"، بأكثر من 150 ألف جندي وضابط وصف ضابط، وتشارك فيه بجانب السعودية، كل من مصر والأردن والسودان والإمارات واليمن وباكستان، إلى جانب 300 طائرة ومئات الدبابات والقطع البحرية". وتابعوا: "يستخدم الجنود السعوديون في أحدث الأسلحة، وعلى رأسها طائرات "التايفون" و"الأباتشي" و"الأواكس" والمدرعات الفرنسية والبريطانية". وقال المراقبون: "استطاعت التدريبات، أن تلفت أنظار دول العالم، وتسبب القلق في نفوس بعض الدول، التي استشعرت القلق من أن السعودية عازمة على إعادة أمجاد العهد الإسلامي بكل قوته وإمكاناته وازدهاره، وعازمة أكثر على الوقوف وبكل قوة وحزم في مواجهة الأعداء والتهديدات التي تحيط بها، وإنها ستعتمد على رجالها ورجال العالمين العربي والإسلامي في الدفاع عن دول المنطقة، وليس في حاجة إلى من يدافع عنها". وأضافوا: "تدرك المملكة ان الرسالة وصلت إلى الفئات المستهدفة، وتدرك أيضاً أن نسبة القلق سترتفع لدى البعض، الذين راهنوا على أن السعودية دولة مُسالمة بطبيعتها، لا تميل إلى شن الحروب أو المواجهة، أو إلى قيادة الجيوش الكبرى في المعارك، وهو ما نفته السعودية، عندما شنت قادت تحالفاً عربياً وإسلامياً، لمواجهة الحوثيين الانقلابيين على الشرعية في اليمن". وأردفوا: "رعد الشمال" سيكون الاكبر من نوعه من حيث عدد الدول المشاركة، والعتاد العسكري النوعي من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة، فضلاً عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى" للجيوش المشاركة، مما سيدفع بعض الدول على مراقبة التدريبات عن كثب والتلصص عليها، ومعرفة ما يدور في داخل المعسكرات، لعل وعسى تصل إلى معلومات تستشف منها على نوايا هذا التحالف وأهدافه والعمليات التي ربما يُكلف بها في قادم الأيام". وتابعوا: "لم تقتصر عمليات المراقبة على إيران وروسيا ودول الغرب، وإنما شمل أيضاً بعض الدول العربية، التي أصيبت بالقلق من إعلان السعودية استعدادها إرسال قوات برية، لمحاربة تنظيم داعش في سوريا. وتشير التحليلات السياسية إلى أن "رعد الشمال"، ربما يغير في المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، وربما ترتدع معه بعد الدول، وتعيد النظر في تفكيرها من جديد، وآلية تعاملها مع الأحداث السياسية الساخة في المنطقة". واختتم المراقبون بالقول: "السعودية ترغب في الاطمئنان على جهوزية جيشها، وقدرته على المواجهة إذا تم تكليفه بأي مهمة، ويؤكد هذا الأمر، استخدام الجيش السعودي لأسلحة حديثة أرضاً وجواً وبحراً". جدير بالذكر أنه ونظراً لأهمية الحدث، دشنت السعودية حساباً رسمياً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" خاصاً بتغطية أحداث تدريبات "رعد الشمال"، وأطلق الحساب باسم درع الوطن @diraalwatan باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية. ويعرّف هذا الحساب بالمناورات والعمليات العسكرية التي تشارك فيها القوات المشتركة.