قدم اللواء مستور بن عائض الحارثي مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك تعازيه لذوي الطفلة لمي الروقي، التي اشتهرت بطفلة الوادي الأسمر، بعد أن تم التأكد من وفاتها ومشاهده جثتها في البئر التي سقطت فيها. وقال اللواء الحارثي في مؤتمر صحافي عقدته المديرية لكشف ملابسات الحادثة، بحضور مندوبي الوسائل الإعلامية في تبوك، إن فرق الإنقاذ والتدخل والانهيارات باشرت موقع الحادثة فور تلقي غرفة العمليات بالدفاع المدني بمحافظة حقل الجمعة ال 17 من شهر صفر المنصرم عن تعرض الطفلة لمي (6 سنوات) للسقوط في البئر الارتوازي بالوادي الأسمر، حيث تم تمشيط الوادي للتأكد من أن الطفلة ليست تائه والتحقق من سقوطها كما ذكر والدها"، مضيفاً: "بعد ذلك تم حفر البئر إلى عمق 30 متراً، فلم يُعثر للطفلة على أثر، بينما اصطدمت الكاميرات الحرارية المتخصصة في كشف داخل الآبار من أجسام بالصخور القوية". الاستعانة بفرق وخبرات من المدينة والقصيم والرياض وإحضار حفار متخصص من أرامكو ولفت إلى أن الطفلة سقطت من جانب البئر لا من فوهتها الرئيسة، مستطرداً: "على الفور جرى التعاقد مع مؤسسة لتأمين البئر وتكييسها خوفاً من الانهيارات الرملية المتوقعة، واحضار خبراء من شركة ارامكو وهيئة المساحة الجيولوجية وبعض الضباط المختصين من الدفاع المدني في الرياض، فباشر الجميع عملهم الميداني في البئر وتواصلت عمليات الحفر على مدار الساعة، لكننا تعرضنا لصعوبة بالغة نتيجة وعورة الموقع، إذ أكد الخبراء أن وضع البئر أصبح خطرا بنسبة 100 في المئة، فتم عبر غرفة الأزمات بالمديرية العامة في الرياض استدعاء خبراء من شركة بن لادن، وبعد حضورهم إلى الموقع اعتذروا لأن حفاراتهم لا يتجاوز مداها 36 متراً". لم نقصر.. ووعورة الموقع والطبقات الصخرية في عمق البئر سبب التأخر وأشار اللواء الحارثي إلى الاستعانة بفرق وخبرات من منطقة المدينة المنورة والقصيم والرياض، وصلت جميعها وباشرت عملها الميداني في الموقع، فضلاً عن أنه سيتم احضار حفار متخصص من ارامكو، بعد انتهاء دور الحفار المستخدم حالياً ويعرف بالفرار. وأضاف: "بلغ عدد المشاركين من مختلف القطاعات الحكومية بعمليات الحفر 183 مشاركاً، والمتطوعون للعمل 33، تساندهم 91 معدة وآلية. وشدد اللواء الحارثي على أن العمل مستمر إلى حين الوصول إلى الجثة واستخراجها، بعد أن تم الثلاثاء الماضي فتح البئر من الجانب وتمكن المنقذ من مشاهدة الجثة، ألا أن انهيار الرمال أدى لسقوطها لعمق 13 متراً، فيما جرى استخراج الدمية الخاصة بالطفلة التي سقطت معها كما أكد والدها. وتطرق اللواء الحارثي إلى الاستعانة بأربعة أشخاص من الجنسية الأفغانية، يملكون خبرة كبيرة في حفر الآبار، لكنهم وصلوا إلى حد معين من العمق، وتوقفوا لصعوبة ما واجههم، إلا أن رجال الدفاع المدني وقوة الطوارئ وبعض الشبان السعوديين المتطوعين العمل واصلوا العمل وما زالوا. وعن أسباب تأخر استخراج الجثة كل هذا الوقت (نحو 14 يوما)، قال: "من يشاهد على الطبيعة موقع البئر يعرف حجم الجهود المبذولة وعدم وجود أي تقصير من قبل الدفاع المدني، لكن وعورة الموقع والطبقات الصخرية في عمق البئر هي السبب، إذ إننا اصطدمنا بثلاثة أنواع من الطبقات (رملية بالأول وطينية بالوسط وصخرية وعرة بالعمق)، نافياً ما تردد عن رفض الدفاع المدني السماح لبعض المتطوعين بالنزول إلى البئر للمساعدة، موضحاً أن كل من أبدى رغبة وقدرة على المساعدة بنفسه تم إحضاره إلى الموقع إلا أنه يعتذر بحجه خطورة البئر وأنها غير مكيسه. ونفى اللواء الحارثي ما تردد في وسائل الإعلام حول سقوط الجثة من إيدي رجال الدفاع المدني عند استخراجها. وقال: "ذلك غير صحيح، وعند مشاهدة المنقذ جثة الطفلة، حاول سحبها غير أن انهيار التربة أدى إلى وقوعها"، داعياً في الوقت ذاته وسائل الإعلام لتحري الدقة والحضور للموقع ومشاهد ما فيه من أحداث، تجنباً لنشر المعلومات الخاطئة التي تثير البلبلة وتشوه الصور الحقيقة لجهود عمليات البحث. وفي شأن إمكان دفن جثة الطفلة داخل لبئر في حال عدم التمكن من استخراجها، لفت إلى هذا راجع إلى والد الطفلة، أما رجال الانقاذ في الموقع فسيواصلون العمل حتى أخراجها.