×
محافظة مكة المكرمة

هطول أمطار رعدية على مرتفعات «عسير والباحة وجازان» #الوئام #السعودية

صورة الخبر

من الصعب أن تمر حادثة تجسس أمريكا على حلفائها الكبار بدون أن تثير اهتمام المتابعين للشؤون السياسية في العالم وتجعلهم يتساءلون كيف لو؟ what if ولماذا لا؟ why not، ومن خلال الإجابات يكتشفون بعض المبررات التي تدفع إلى تلك الأفعال التي يُصنّفها البعض بأنها لا أخلاقية وقد تكون أضرارها أكبر من فوائدها عندما تكتشف. حرب الجاسوسية مصدرها الفضول والخوف والحاجة لمعرفة نوايا الخصوم والمنافسين، وهذا ينطبق على العلاقات بين أمريكا وحلفائها، وخاصة الذين خاضت ضدهم حربًا كونية فقد الجميع فيها ملايين الأرواح، وكان النصر فيها مسألة حياة أو موت. خلال فترة الحرب الباردة كانت حرب الجاسوسية على أشدها بين أمريكا وحلفائها في الغرب من جهة، والاتحاد السوفيتي وحلفائه في المعسكر الشرقي من جهة أخرى، وبما أن ألمانيا كانت مقسومة بين المعسكرين؛ لدرجة أنهم بنوا جدار برلين الشهير للحد من إمكانات التواصل بين أبناء الشعب الواحد، ولكي يبقى تقسيم عاصمة ألمانيا يُذكِّر بالحرب ونتائجها، ويُحذِّر من الصعود من جديد للنعرة الألمانية، وبقيت الجيوش من الطرفين موجودة على الأرض شاهد عيان ومراقب. خلال تلك الفترة 1945-1990م تحولت برلين إلى نقطة تماس بين المعسكر الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفيتي والرأسمالية بزعامة أمريكا، ازدهر الجزء الغربي من ألمانيا ليعكس محاسن الرأسمالية وبقي الجزء الشرقي يعكس زهد وشمولية الاشتراكية. ومن قُدِّر له زيارة برلين في تلك الفترة لابد أن يزور نقطة العبور من عالم إلى آخر في نفس اللحظة (شك بوينت شارليcheck point charley) البوابة الرئيسة للقادمين والمغادرين من الطرفين، وفي الواقع أن أغلب الحركة كانت من الجزء الغربي إلى الجزء الشرقي للاطلاع والعودة -في نفس اليوم- لأن المعسكر الشرقي لم يكن يُشجِّع ولا يسمح للمواطنين بالذهاب إلى الجزء الغربي بحجة المحافظة على أخلاق المواطنين من فساد الرأسمالية بكل مغريات الرفاهية وبذخ الحياة، وقد كان من أهم دوافع التجسس من الطرفين الحصول على كل ما يمكن من المعلومات عن القدرات العسكرية والصناعات الحربية للمحافظة على امتلاك قدرات التفوق وتوازن القوى بين الطرفين. روسيا بلد كبير وغني بالموارد الطبيعية مثل البترول والغاز والمعادن، ولديها تراث حضاري وتقاليد عتيدة وهي على الدوام تسعى لأن تكون في المقدمة على كل الجبهات السياسية والحربية والتقنية. فترة الحكم الشمولي ركّزت على المجهود الحربي وغزو الفضاء، وأهملت التنمية الشاملة في جوانب أخرى، وعندما ترهّلت قيادة الحزب الشيوعي بدأ العد التنازلي حتى أتى ميخائيل جورباتشوف الذي أطلق مبادرته الشهيرة: الشفافية glasnost and pros troika وإعادة الهيكلة التي قادت قاطرة انهيار النظام الشيوعي وتفكك الإمبراطورية السوفيتية بما فيها جهاز الاستخبارات الشهير KGB الذي كان يقوده جورباتشوف، وبوتين الرئيس الحالي كان أحد البارزين في ذلك الجهاز. بعد انتهاء الحرب الباردة وانحلال الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا؛ توقع البعض تراجع المد الاستخباراتي ظاهريًا، وتمت ترتيبات مرحلة جديدة هيمنت سياسة القطب الواحد على العالم بقيادة أمريكا التي أصبحت الآمر الناهي في إدارة شؤون العالم (لفترة لم تدم طويلاً ولكنها لازالت في المقدمة). السعي وراء المعلومة من سمات التعامل الدولي الظاهر والخفي، بهدف معرفة ما يدور خلف الكواليس -داخل الدولة الخصم أو حتى الحليف- من حقائق قد يكون لها أثر على الدولة التي تقوم بالتجسس لخدمة مصالحها، وعوالم التجسس يدور فيها شتى الممارسات، بالإغراء والابتزاز والخداع والتوريط وزرع العملاء واختراق حواجز التحوط، لأن المبدأ الرئيس في تلك المهنة أن الغاية تُبرِّر الوسيلة، ولذلك لا نستغرب عندما نسمع أن أمريكا تتجسَّس على حلفائها الخلص مثل بريطانيا وألمانيا وغيرهم، بعد أن كان معظم تركيزها على الاتحاد السوفيتي والدول التابعة له. التطور الذي شهدته تقنيات الاتصالات في الربع الأخير من القرن الماضي وسّع نطاق التجسس بشكل غير مسبوق، ليشمل قاعدة عريضة من المؤسسات والأفراد تعدّياً على الحريات الشخصية بسرعة ودقة غير محدودة. ومن المحتمل أن تكون عمليات التجسس على الحلفاء بماركة إدارة الرئيس باراك أوباما من أكبر الأخطاء التي ارتكبها خلال توليه مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.. والتي كشف أمرها رجل استخبارات أمريكي سابق، وأصبحت من أهم أحداث العام المنصرم. Salfarha2@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (23) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain