اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن العالم دخل عصر «نشاط إرهابي مفرط»، وأعلن في المؤتمر حول الأمن في ميونيخ أنه «من المؤكّد» أن هجمات «واسعة» أخرى ستحدث في أوروبا. وقال فالس: «علينا قول هذه الحقيقة لشعوبنا: ستحدث هجمات أخرى، هجمات واسعة، هذا مؤكّد. هذا الإرهاب المفرط موجود ليستمر وإن كنا نكافحه بأكبر قدر من التصميم». وكان فالس صرّح قبل أيام في باريس أن مستوى التهديد بهجمات حالياً أعلى «على الأرجح» من المستوى الذي كان قبل اعتداءات الجهاديين في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال في مؤتمر ميونيخ: «دخلنا، وكلنا يشعر بذلك جيداً، في مرحلة تتسم بوجود طويل للإرهاب المفرط، يأتي من التقاء دعوة دينية مزعومة واستخدام للإرهاب الجماعي». وزاد في اجتماع حضره نظيره الروسي ديمتري مدفيديف: «علينا أن نعي ذلك تماماً وأن نتحرّك بقوة ويقظة كبيرتين. أكرر ذلك أمامكم كما أقوله لمواطنيَّ: تغيّر العصر». وجدد فالس رسالته حول خطر انهيار المشروع الأوروبي مع أزمة المهاجرين واحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، باعتبار أن هذا «المشروع يمكن أن يتراجع وأن يختفي إذا لم نتنبه لذلك. وسيزول مع تصاعد النزعات الأنانية والشعبوية، وسيكون هذا خطوة كبيرة بالنسبة إلينا جميعاً». على صعيد آخر، اعترف الأميركي آلن مارتن شنيتزلر أمام محكمة في فلوريدا (جنوب شرقي الولايات المتحدة) بأنه هدد بمهاجمة مسجدين بقنابل حارقة وبقتل المصلين فيها إثر اعتداءات باريس الأخيرة، كما أعلنت وزارة العدل ليل الجمعة– السبت. وقالت الوزارة في بيان إن شنيتزلر (43 سنة) اعترف أمام المحكمة بأنه مذنب بتهمة «إعاقة حرية ممارسة المعــــتقدات الدينية»، وهي جريمة في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يواجه عقوبة تصل إلى السجن لمدة 20 عاماً. وأوضح البيان أن المتهم قال إن اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلاً ومئات الجرحى، كانت الدافع وراء اتصاله بالمسجدين الواقعين في مقاطعة بينيلاس في فلوريدا، وإرساله رسائل تهديد إليهما. وقال في إحداها إنه سيتوجّه إلى المسجد برفقة أشخاص «لإلقاء قنابل حارقة عليكم وقتل كل من هو موجود هناك (برصاصة) في الرأس». ولم تجد الشرطة عناء في تعقّب مصدر هذه التهديدات، ذلك أن شنيتزلر استخدم هاتفه ولم يخف هويته، لا بل أنه عرّف عن نفسه باسمه الحقيقي عند توجيهه التهديدات. وقال الادعاء العام في البيان إن «الحق في ممارسة المرء ديانته بلا تهديد أو ترهيب، هو أحد المبادئ الجوهرية التي قامت عليها أمتنا». اختراق حسابات مدير «سي آي إي» إلى ذلك، أعلنت مصادر أميركية وبريطانية، أن فتى في الـ16 من عمره اعتقل في بريطانيا لاتهامه باختراق مزعوم لحسابات بريد إلكتروني يستخدمه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إي» جون برينان ومسؤولون آخرون. وقال ناطق باسم شرطة تاميز فالي في بريطانيا، إن فرقة إقليمية لمكافحة الجريمة المنظّمة اعتقلت الفتى، الذي لم تشر إلى اسمه، في إيست ميدلاندز، بسبب «الاشتباه في التآمر لدخول غير مصرّح به على مواد على كمبيوتر» وانتهاكات أخرى ذات صلة. ولم يحدد بيان الشرطة أهداف أي من هجمات الاختراق المزعومة للمعتقل، الذي أطلق سراحه بكفالة حتى 6 حزيران (يونيو) المقبل. لكن مصادر على جانبي المحيط الأطلسي مطلعة على القضية أوضحت أن الفتى ضالع أيضاً في اختراق حسابات إلكترونية لمسؤولين أميركيين آخرين، ونشر أسماء ومعلومات اتصالات لآلاف من العاملين في مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي. وأورد موقع «مازربورد» الإلكتروني، أن المحققين يشتبهون في أن المعتقل أظهر نفسه على الإنترنت كمخترق يعرف باسم «كراكا» ويقود مجموعة تعرف باسم «كراكاس ويز اتيتيود». ونشر الموقع أنه تحدّث مع المراهق، الذي نفى أن يكون «كراكا»، لكنه اعترف بأن السلطات البريطانية تتهمه باختراق حسابات البريد الإلكتروني لبرينان ومسؤولين في البيت الأبيض واختراق مزعوم لوزارة العدل، ما أدى إلى نشر معلومات اتصالات رئيسة عن حوالى 30 ألف عامل في مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي.