معرض «فن جدة 21.39» وعنوان «الأرض وما بعد ذلك» يهدف في نسخته الثالثة الذي انطلقت فعالياته في «غولد مول» بجدة إلى جعل الفنانين يعيدون قراءة هذا الكوكب حسب إفادة منضمي المعرض لـ «عكاظ» غير أن كثيرا من زوار المعرض وجدوا بعض الأعمال بعيدا عن جوهر العنوان، فخرجت أعمال نشاز واضح يختلف عن منظومة بعض الأعمال المعروضة المتناغمة إلى حد مع هدف المعرض. من الأعمال التي استوقفت الكثير استنكارا هو عمل الفنانة دانا عورتاني بعنوان «الخلافة الإسلامية» الذي يعبر عن تطور الزخرفة في المصاحف والمخطوطات القرآنية عبر عصور مختلفة من الخلافة الإسلامية. واللافت في العمل هو تعليق الفنانة المرفق مع العمل بعدد الخلافات الإسلامية إلى ستة خلافات أو أكثر، حيث أدرجت الدولة الفاطمية ودولة المماليك والدولة الأيوبية ضمن الخلافات الإسلامية بوصفها بالخلافة الفاطمية والخلافة الأيوبية فالمملوكية. وقد عبر كثير من الزوار عن استغرباهم من هذا التفنيد للتاريخ المخالف لأغلب ما جاءت به كتب التاريخ، حيث تسمع من أحدهم معلقا بقوله: «هل اخترعت الفنانة تاريخا جديدا؟»، وآخر يقول: «هذا ما لم أسمع به في كتب التاريخ المدرسي طول حياتي». «عكاظ» بادرت الفنانة عورتاني بسؤالها عن مصدر هذه التصنيفات للخلافة التي جاء ردها بقولها: «رجعت لمصادر موثوقة من خلال صفحات باللغة الإنجليزية على الشبكة العنكبوتية». وبالاستدراك عليها في السبب وراء عدم رجوعها لمصادر وكتب تاريخية عربية قالت إنها لا تجيد اللغة العربية معللة بذلك أنها تلقت تعليمها منذ الصغر باللغة الإنجليزية. وحول هذا الأمر علق أبو أحمد أحد الزوار في المعرض أنه من المؤسف أن تجد فنانا عربيا مسلما لا يعرف أساسيات تاريخه العربي والإسلامي فأي عربي مسلم –بل حتى بعض الأوروبيين- يعرف بالضرورة أن الخلافات الإسلامية هي عصر الخلفاء الراشدين، والأموي، فالعباسي (وفي إطاره الدول المتتابعة، وما يسميه بعضهم بعصر الانحطاط)، ثم العثماني. وفي المقابل، هناك أعمال كانت ملائمة لعنوان المعرض إلى حد ما ومنها عمل الفنان السعودي ناصر السالم بعنوان «منها وفيها» من أبناء مكة، حيث روعة عمله الذي استوقف كثيرا من الزوار يكمن في أنه من مادتين أوليتين: الرمل – الذي جاء به من أطراف بلده «مكة»، والخط العربي الذي تعلمه الفنان في الحرم المكي الشريف. وحاولت الفنانة الشابة زهرة الغامدي التعبير عن بساطة كلمة الأرض وحروفها القليلة ومعانيها العميقة من خلال عملها الموسوم بـ «نسيج حي». وعبر الفنان محمد حيدر في عمله بعنوان «أنشودة الخيام» الذي أراد أن يظهر فيه الفنان بطريقة مبتكرة وغير مألوفة من خلال تجسيده لخريطة العالم على شكل خيام صغيرة.