المشهد المتداول عن فتاة تم ضربها بعنف من قبل منتمين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام أعين كثيرين، الذي ظهر في مقطع سمي بمقطع "فتاة النخيل"، يعد مشهدا مؤلما وبشعا ومشوها لصورة المجتمع قبل جهاز الهيئة. لم تعلن بعد تفاصيل الحادثة ولم يذكر الجرم الذي اقترفته الفتاة التي ظهرت في المقطع، ولكن لا يقبل أن يتم التعامل معها بهذا الشكل البشع المقزز والمؤذي لأي نفس بشرية، ولا يجوز ضربها مهما كانت الخطيئة، فجهاز الحسبة جهاز حكومي من مهامه الإرشاد والتوعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقبض فقط عند اقتراف الجرم، أما العقاب فهو مسؤولية الجهات المختصة.. والمختصة هنا هي المحاكم. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعترفت بجرم أعضائها الذين ظهروا في المشهد وأكدت أنها عاقبتهم على فعلتهم، ولكنها لم تعلن ما هو العقاب.. ثانيا هؤلاء ــ أي الأعضاء الذين اقترفوا هذا العمل ــ يجب أن تتم محاكمتهم ومقاضاتهم ومعاقبتهم لا أن يتم الاكتفاء بعقاب الهيئة.. وعلى الهيئة أيضا أن تتخلص منهم بعد العقاب وأن تتطهر وتحمي نفسها منهم وأن تسرحهم وتسرح كل من يقدم على مثل هذا التصرف. جهاز الهيئة جهاز مهم ويعد من أهم أجهزة الدولة ودافعنا عنه مرارا في أكثر من مقال عندما يظلم ويقال عنه ما ليس فيه، وفي المقابل لا يمكن أن نلتمس له العذر عندما يخطئ ويمارس دورا ليس بدوره كما ظهر في مقطع "فتاة النخيل". لا شك أن خصام "الهيئة" من قبل البعض هو خصام فكري وعدم قناعة منهم برسالة الجهاز، وهؤلاء متطرفون في النقد والاتهام، وفي المقابل هناك متطرفون أيضا في الجانب الآخر مدافعون عن الهيئة ومناصرون لها سواء أصابت أو أخطأت كما حدث بعيد المقطع وقبل أن تعترف الهيئة بما ارتكبه من هم محسوبون عليها، عندما أكد بعض من هؤلاء المدافعين أن من ضرب الفتاة هو أخوها لا أفراد الهيئة. الهيئة جهاز من أجهزة الدولة كالشرطة والمرور أو الجوازات وغيرها، يعمل ويصيب ويخطئ، وغير مقبول الهجوم عليه بشكل مستمر أو الدفاع عنه في كل وقت وعند كل خطأ، يحتاج إلى النقد والتقويم عندما يخطئ والشكر عندما يصيب، وما حدث مع فتاة النخيل خطأ جسيم لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ويجب معاقبة كل من ظهر في المقطع، حتى الصامتين من رجالها وهم يشاهدون خطأ زملائهم في موقع الحدث، يجب أن تتم محاسبتهم أيضا ولو بدرجة أقل عمن قام بالفعل الشنيع.