حدثتني امرأة فاضلة تعمل متطوعة ناشطة في جمعية خيرية لمساعدة الأسر المحتاجة، ولكي يتيقنوا من مصداقية المعلومات، لا بد لهم من الإحصائيات والاستجوابات، وهذه المرأة منوط بها القيام بذلك الدور عند مقابلة النساء. ومن ضمن المواقف التي مرت عليها أنها قالت لي: جلست أتناقش مع امرأة تطلب إعانة مادية لها ولأولادها الثلاثة عشر، وسألتها مندهشة: إنك تقولين إن زوجك هجرك منذ عشرة أعوام، مع أن ثمانية من أطفالك تقل أعمارهم عن عشرة أعوام، فيك أفهم هذا؟! فردت علي وهي تبتسم قائلة: معك حق، ولكن دهشتك ستزول إذا عرفت أنه يعود لي بين كل سنة وأخرى ليعتذر لي ويسترضيني، وبعدها يذهب وهكذا هو (دواليك). فسألت أنا بدوري المتطوعة الناشطة: وماذا فعلت معها؟! فقالت: لم أملك إلاّ أن أكتب: إنها تستحق المساعدة، مع نصيحتي لها أن تتوقف عن الإنجاب. *** دار نقاش بيننا كمجموعة عن الخبر الذي جاء فيه أن (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، سوف تجند أو توظف نساء في الهيئة. وأغلب الحضور أيدوا تلك الخطوة، غير أنني اعترضت على حماستهم الزائدة عن الحد قائلاً لهم: إن المرأة بالنسبة للمرأة ليست هي أفضل قاض فقط، ولكنها أفضل (جلاد). وبحكم خبرتي المحدودة بعالم النساء، فليس هناك أكثر شراسة من المرأة إذا وقعت بين يديها امرأة أخرى - يعني باختصار قولوا عليها السلام. *** أختزن في ذاكرتي حادثة لا يمكن أن أنساها، عندما كنت في السنة السادسة الابتدائية، وذلك عندما فاجأنا أستاذنا (النابغة) بسؤال في منتهى الغباء لا يخطر على البال إطلاقًا، وذلك عندما قال: من منكم الذي يريد أن يذهب للجنة، فوقف الجميع علامة الموافقة ما عدا تلميذًا واحدًا. ثم كرر سؤالا مختلفا وقال: من الذي يريد أن يذهب إلى النار، فظل الجميع جلوسًا علامة أنهم لا يريدون. عندها توجه الأستاذ (النابغة) يسأل التلميذ الحرون قائلاً له بلهجته الدارجة: وانت عايز تروح فين يا روح أمك؟! فقال له التلميذ بكل براءة وبلادة: لا أريد الذهاب إلى أي مكان.. إنني مرتاح هنا. وإلى الآن لا أدري أيهما أكثر غباء من الآخر.. هل هو الأستاذ أم التلميذ! *** هل تدرون ما هو أكثر الجروح إيلامًا في الدنيا كلها؟!، إنه الطعنة في الضمير.