عندما تريد أن تكون كلماتك مؤثرة أو أن يتخذ بها فيجب أن تكون صالحة لزمان غير زمانك وليس مجرد تجميع كلمات على طريقة السجع، فكثير من الكلمات التي سجعت لكنها لا تصلح الا للف الخبز الحار والتي لا تستخدم مرتين لنفس الهدف فليس لكلماتك أي تأثير مستقبلي في من سمعها في حينها بعكس الأمثال والاقوال المأثورة التي لا يزال يستشهد بها لتوصيل الفكرة. قد نستعمل تلك الامثال على واقع حالي وقد يفهمه البعض وقد لا يفهم ما اردنا توصيله له لأن عقول البشر ليست سواسية فهناك من «يفهمها وهي طايرة» على قول اخواننا المصريين وهناك من لن يفهمها حتى لو استعملت معه الحقن في مخه، ويبقى هناك من سيفهم ما تقول ولكن بعد فترة من الزمن وكأنه ذلك الفيل الذي وجدوه يضحك وحده فسألوا ما الذي يضحكه فأخبرهم أنه يضحك من نكتة قالها الأسد قبل اسبوع ولم يفهمها الا اليوم. من الاقوال التي خلدها التاريخ وأصبحت واقعا ملموسا يعرفه العالم أجمع تصريح قديم للراحل المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حين كان وليا للعهد فقد ذكر رحمة الله أنه «سيأتي اليوم الذي تعتمد فيه الأمة العربية على الجيش السعودي» وقد شاهد القاصي والداني والصديق والعدو مدى صلابة الجيش السعودي. ففي غزو الكويت كان للمملكة بقيادة المغفور له الكلمة الفصل التي لن ينساها أي كويتي «يا ترجع الكويت أو لتذهب المملكة خلفها» وكان للجيش السعودي بجميع قطاعاته الدور الأهم بتحرير الكويت وفي محاولات التخريب والتهديدات الايرانية للشقيقة البحرين كان دخول القوات السعودية للبحرين جرس انذار لكل الطامعين بأنهم لن يتركوا البحرين وحدها واليوم يشعر بالندم كل من اعتقد أن المملكة ستقف مكتوفة الايدي أمام طلب النجدة من الحكومة اليمنية الشرعية. من ضمن تصريح المغفور له بإذن الله الذي كان من ضمن كلمة وجهها حينها لضباط وطلبة معهد الدراسات الفنية في الظهران كلمة اثبتت صدقها طوال عشرات السنين فقد قال «لا نريد أن نخلق مشكلة لأحد.. لكننا لن نسمح لأحد بالاعتداء على وطننا» ولمن لم يفهم تلك الكلمات فدعوني اشرح له مدى ارتباطهما فحين قال «لن نسمح وستعتمد الأمة العربية عليهم» فرحمه الله كان يقول إن أي اعتداء على بلد عربي هو اعتداء على المملكة نفسها. رحمك الله يا فهد الجزيرة فقد قلت كلمتك قبل أكثر من أربعين عاما وكأنك كنت تتنبأ بما يحدث حاليا واليوم يطبق شقيقك الملك سلمان ملك الحزم كلمتك حين استعان العرب بالمملكة وبالجيش السعودي، وقد قرنت كلماتك غفر الله لك بالفعل الذي يشهد به العالم حاليا فخلد التاريخ كلمتك وأصبح الجيش العربي السعودي من أقوى الجيوش في المنطقة ويحسب له ألف حساب. رحم الله الملك فهد الرجل الذي قرن قوله بالفعل ولا رحم الله من يريد الاعتداء على أمتنا العربية..