تعتبر الدراجات الكهربائية سوقاً جديداً ينمو منذ فترة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بدأ الناس بالتعرف على متعة ركوبها، وبدأ هذا المفهوم بالانتشار مع تقديمه في عديد من الفعاليات وحملات التوعية. ولاحظ ثلاثة شباب إماراتيين هذه التوجه فاغتنموا الفرصة وبادروا لتأسيس شركتهم Ebikes UAE التي تنتج الدراجات الكهربائية، ويقول علي المدني، المؤسس الشريك، إنهم يسيطرون على 80 % من حجم سوق الدراجات الكهربائية عالية الأداء في الإمارات. بينما لا تتجاوز حصتهم 5 % من مجمل سوق الدراجات الكهربائية، إذ بلغت مبيعاتهم العام الماضي حوالى 70 دراجة، منها حوالي 50 من نوع السلوقي الذي ينتجونه محلياً وتتراوح أسعاره بين 20-25 ألفاً، فيما يقومون بتوزيع منتجات كبرى الشركات العالمية مثل ستيلث الأسترالية. وتوقع أن يضاعفوا مبيعاتهم 3 مرات في 2016 بفضل عدم الاقتصار على مبيعات الأفراد وتوجههم إلى مبيعات الشركات والدوائر الحكومية والتي يشارك كثير منها في سباقات، ما يجعلها تشتري العديد من المنتجات، كما أن تطور تكنولوجيا البطاريات يسهم بخفض سعر منتجاتهم في العام الحالي بنسبة 10 % وهو ما سينعكس على زيادة المبيعات. وأضاف أن المواطنين يأتون أولاً بين زبائنهم، يليهم الروس والخليجيون ثم البريطانيون. وبين أن سرعة الدراجة تصل إلى 100 كلم في الساعة ويمكن أن تسير 100 كلم. تركيز لم يرغب علي وشريكاه فهد حارب وسعود خوري بأن يصبحوا مجرد موظفين في شركة ما بل بادروا لتأسيس شركتهم، ويركزون اليوم على جعل علامتهم التجارية أكثر شهرة في الدولة من خلال الترويج لدراجاتهم التي تبدأ أسعارها من 6.500 وحتى 42 ألف درهم. وبعض الدراجات الكهربائية لديهم تصنع في الإمارات بينما تنتمي بعضها لماركات معروفة جيداً، حيث لا يقتصر التعامل على عدد محدد من المصممين، وعملية التصميم نفسها تتم حسب رغبات الزبائن. صداقة وعن بداية الصداقة بين المواطنين الثالثة يقول علي: نعرف بعضنا منذ فترة طويلة. وذهبنا إلى المدرسة الثانوية نفسها، ولكن في مراحل مختلفة، ثم درسنا سوياً في جامعة بوسطن. ولقد جمعنا حب المغامرة والهواء الطلق، لذلك قررنا ضم اهتماماتنا وتحويلها إلى مشروع تجاري. بدايات سعود لديه اهتمام بكل ما له علاقة بالكهرباء، وكان أول واحد في المجموعة يملك دراجة كهربائية. وفي أحد الأيام بينما كان يستقلها أعجب بها فهد، ولكونه مهندساً كهربائياً قضى الكثير من الوقت في البحث على الإنترنت لبناء دراجته بنفسه. ورغم أنه كان يستخدم دراجة من طراز آخر لكنه فكر في البحث عن شيء جديد، وحينها أدرك رغبته في دراجة كهربائية، وفيما بعد رغب مع أصدقائه بتنمية سوق الدراجات الكهربائية في المنطقة، والتركيز على بيع منتجات تدعم نمط حياة جيداً وصحياً أكثر مما ركزوا على تحقيق الأرباح. وبعد أن امتلك الثلاثة دراجات كهربائية، أدخل علي وسعود تعديلات على دراجاتهما، فيما حوَّل فهد دراجته العادية إلى كهربائية بنفسه، حينها قرروا اتخاذ الخطوة التالية والبدء في تأسيس شركة، خاصة مع الاهتمام الكبير الذي رأوه من الأصدقاء والأشخاص الذين صادفوهم أثناء ركوب الدراجات في جميع أنحاء المدينة. مبادرات ويرى علي ضرورة المبادرة لتنفيذ الأفكار بشكل مختلف، وقال إنهم يحاولون تحقيق نتائج عظيمة، فدولة الإمارات العربية المتحدة تسعى دائماً لتشجيع المبادرات، وقدمت مؤسسة محمد بن راشد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في دبي الدعم لهم فيما يتعلق بتشجيع الابتكار وتحويل أفكارهم وإبداعهم إلى مشروع تجاري ناجح، وهم يشجعون الشباب الإماراتي على تأسيس أعمالهم الخاصة. آفاق يرى علي المدني أن الدراجات الكهربائية تشجع على نمط الحياة النشطة، وتتيح للناس التمتع بالهواء الطلق، وتعتبر رياضة ممتعة، كما أن لها العديد من التأثيرات الإيجابية، إذ تسهم في خفض استخدام الوقود وانبعاثاته.