إذا استثنينا جمعيات خيرية قليلة جداً في صدارتها جمعية «إطعام»، فإن الدعوة للحد من هدر الأطعمة من المنبع تبقى في حدود النصح والتمنيات، ولا يتوقع، مع طول فترة تمت تربية المجتمع خلالها على الاستهلاك ومزيد من الاستهلاك المتفاخر، أن يحدث تغيير يذكر، أللهم إلا بمبادرات محسوسة تدعمها أجهزة فاعلة لتتحول إلى قضية وطنية جذابة تشغل بال كل فرد. لا شك في أن الواحد منا معني هنا، لكنه أيضاً أسير لمنظومة استهلاكية عاشت لعقود على وتيرة حتى تشكلت قسماتها، ما يعني الحاجة إلى تصحيح. كيف لنا إيقاف الهدر ليصبح اقترافه فعلاً معيباً وسلوكاً ومستهجناً؟ واحد من مصادر الهدر الدائمة في الأطعمة يأتي من المطاعم، هنا أعيد طرح فكرة وأقدمها لجمعية «إطعام» لمعرفتي باحترافية عملها، خصوصاً وقد توسع نشاطها ليشمل مدناً أخرى من بينها العاصمة. على أمل أن تدفع الفكرة لطرح أفكار أخرى مفيدة. من المشاهد أن المطاعم تقدم وجبة للفرد «النفر بحسب قاموس المطعم» أكثر من حاجته، والدليل كم كبير يرمى بعد الانتهاء من الأكل، الفكرة تتلخص في خفض هذه الكمية بعد قياسها القياس المناسب شريطة خفض السعر، بالنسبة إلى المطاعم الكلفة مع الأرباح مدفوعة من المستهلك ولا يعنيها ما يرمى، وكما تفعل وجبات المطاعم السريعة بزيادة السعر للحجم الأكبر نعكس الأسلوب لخفض الكمية مع خفض للسعر، وللزبون الحق في الاختيار. أضع الفكرة أمام جمعية «إطعام» وإدارتها الناجحة لتبدأ في إصلاح المنابع، ولتفعيل الفكرة يتم تقدير المطاعم التي تنضم إلى التطبيق بالتنويه والشكر وحتى الحصول على وسام حفظ النعمة، وجهت الفكرة لـ «إطعام» ليقين استقرّ لديَّ بأن البلديات وزارة وفروعاً عاجزة عن فعل أو مبادرة... ملموسة. www.asuwayed.com