نجاح الجيش السوري في مدينة حلب هو ما كانت روسيا تنتظره منذ بداية تدخلها العسكري أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث كان القصد من الضربات الجوية الروسية إضعاف الجماعات المعارضة للرئيس بشار الأسد وتهيئة الظروف للنظام فيدمشق كي يبدأ هجوما مضادا. وأشار الكاتب إلى احتمال طلب جماعات المعارضة تدخل دول أخرى في سوريا، مثلالسعودية وتركيا بصفة خاصة، وأن ذلكإذا حدثسيتغير مسار الحرب مرة أخرى. وأضاف أنه بعد التدخل المباشر للولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية، يمكن أن تصبح سوريا ساحة القتال الأولى في التنافس العالمي على القوة والنفوذ والذي بدأ ثانية بعد توقف دام 25 عاما. ويعتقد ترنين أن الشرق الأوسط دخل مرحلة قد تستمر لعقدين من الزمن، سيكون فيها القليل من السلام والكثير من القتال، والجهات الخارجية سيكون لها دور محدود هناك، وفي كثير من الأحيان فهم محدود لما يجري، ومسؤوليتهم الأولى هي العمل لإيجاد حلول يمكن أن تنقذ الأرواح وتهيئ الظروف للتعايش في مرحلة ما بعد الصراع. الدمار الذي لحق بأحد أحياء مدينة حلب جراء القصف الروسي (رويترز) وفي السياق نفسه أكدت افتتاحية تايمز على ضرورة قيام الولايات المتحدة بترجيح كفة الميزان نحو المعتدلين في الحرب السورية، وقالت إنه ينبغي على الرئيس باراك أوباما أن يدرس العرض الذي قدمته السعودية والإمارات بإرسال قوات برية. وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع السوري لم يعدممكنا وصفه بأنه طريق مسدود، لأن قوات النظام -بمعاونة القوة الجوية الروسية- تهدد بعزل مدينة حلب أحد المعاقل الرئيسية للثوار، وإذا ما استطاعت استعادتها فستكونتلك الهزيمة الأكثر ألما للمعارضة منذ بداية الثورة عام 2011. وألمحت إلى أن الولايات المتحدة وقعت ضحية لتلاعب الأسد حينما خفف البيت الأبيض الدعم للثوار قبل جنيف وضغط على دول الخليج لإبطاء شحنات الأسلحة بهدف تخفيف تصاعد حدة الصراع، وقالت إن هذا الأمر كشف ظهر المعارضة المعتدلة لهجوم قد لا تتعافى منه. وترى الصحيفة أن هناك مسارين متوقعين: الأول ستمضي فيه روسيا والأسد تدريجيا لسحق الثوار وهذا سينطوي على قتل جماعي، والثاني سيحاول فيه الغرب وقوى الخليج ترجيح كفة الميزان نحو العودة إلى طريق مسدود يمكن أن تبدأ منه المفاوضات، وهذا الأمر قد يتطلب رصيدا سياسيا أكثر مما يرغب أوباما في إنفاقه، لكنه الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. ونبهت إلى ضرورة أن يدرس أوباما بجدية عرض القوات البرية المقدم من السعودية والإمارات، وأنه ينبغي عليه أن يقيم منطقة حظر جوي لحماية أكبر عدد ممكن من المدنيين بما أن تركيا لم تعد تسمح لهم بعبور الحدود، كما ينبغي عليه أن يساهم في إسقاط المساعدات جوا للمدن المحاصرة. وختمت الصحيفة بأنه إذا تقهقرت أميركا أكثر من ذلك فستكون بذلك قد خانت الشعب السوري وأدارت ظهرها في وقت تدخل فيه هذه الكارثة الإنسانية ما قد تكون أحلك مراحلها.