تعتبر الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا غير مريحة ولكنها ليست خطيرة. إذ تؤكد الدراسات أن ما يصل إلى 20 % منا يصاب بالإنفلونزا سنوياً، مع زيادة في الإصابات عند الأطفال نتيجة ضعف مناعتهم. وبالنسبة لمعظمنا تعني نزلات البرد شعوراً بالتعب، ألماً في العضلات، احتقاناً في الأنف والجيوب والحمى، وقد تستمر هذه العوارض لمدة أسبوع أو نحو ذلك، حيث يضعف نشاط الجسم في هذه الفترة وتتأثر الرغبة في العمل أو الذهاب إلى المدرسة عند الكثيرين ثم نعاود الحصول على نمط حياتنا بعدما نتعافى. وفي المقابل تعتبر الإصابة بالإنفلونزا بالنسبة للبعض مقدمة الرحلة إلى المستشفى. وتهدد الإنفلونزا حياة الأعمار الصغيرة من الأطفال دون الستة أشهر وكبار السن، كما يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي إذا ترافقت مع وجود مشاكل ضعف المناعة، الربو، أو مشاكل في الجهاز التنفسي لدى المصاب. علاقة الطقس البارد بالإنفلونزا برغم أن موسم البرد يتزامن مع ظهور حالات الإنفلونزا، فإن الشتاء ليس سبب ذلك، والتوقيت مجرد جزء من الدورة الطبيعية للفيروس. وبغض النظر عما قالته أمهاتنا لنا من أن الذهاب خارج المنزل دون قبعة أو معطف أو الجلوس في ممر هوائي تجعلنا مرضى، فإن خبراء الصحة يرفضون اتهام الطقس، لأن فيروسات الإنفلونزا تتحمل درجات حرارة باردة ومنخفضة. وقد أظهرت دراسة من الطب الطبيعي، أنه عندما وضع بعض الناس أقدامهم في وعاء من المياه الباردة الجليديّة، كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالإنفلونزا بعد فترة وجيزة، كما أشارت الدراسة إلى أنّ الأنشطة البدنيّة التي تجري خارج المنزل في درجات الحرارة المنخفضة، تسبّب استنشاق الهواء البارد الذي يجعلك أكثر عرضةً للتعرّض إلى الإصابة بنزلات البرد والالتهابات الرئويّة في الجهاز التنفسي. ويربط العلماء بين الإجهاد البدني في الطقس البارد وبين استعداد الجسم لاصطياد فيروس الإنفلونزا، فالإجهاد يخفف عادةً قدرة نظام المناعة للرد على الغزاة. كما يؤدي استنشاق الهواء البارد إلى انكماش الأوعية الدموية في الفم والحلق، ما يجعل الجسم أقل قدرة على حماية نفسه. وينصح الخبراء بضرورة الابتعاد عن المريض المصاب بالإنفلونزا، ووضع وشاح يحمي من استنشاق الهواء البارد الذي يضعف نظام المناعة في الأنف، ما يجعل العدوى أكثر احتمالاً.