كندا إسراء البدر وظّف المبتعث السعودي عمر عصام المهدي، في جامعة واترلو في كندا، «الفراغ» ليكون محطة لإحياء التراث العمراني في المدينة المنورة، وخلص في رسالته للماجستير، التي حملت عنوان «المدينة المنورة إعادة إحياء هوية المكان من خلال الفراغات العامة»، إلى اقتراح إنشاء حديقة عامة، أو كما يسميه «فراغ عام»، في المحيط الغربي للمسجد النبوي، وبالتحديد في منطقة «المناخة»، وذلك بالاعتماد على مبادئ التصميم الموروثة من المكان وإعادة إحياء هوية المكان المفقودة. وأوضح المهدي لـ «الشرق» أن مشروع الرسالة تطرق إلى شرح الوضع الحالي في المدينة المنورة، بخاصة المنطقة المركزية وما اعتراها من تغيير في الثلاثين سنة الماضية، ما أفقدها هويتها التي أثّرت على تجربة الزائرين لها. وتضم الرسالة أربعة فصول، بحثت الوضع الراهن، والمشكلات الموجودة، وشملت أمثلة وتحليلاً لمشاريع مشابهة، وأخيراً التصميم المقترح. وذكر أن الرسالة خلصت إلى توصيات أساسية، أهمها المحافظة على هوية المكان أو محاولة إعادة إحيائها، وهذه تعتبر تحدياً كبيراً تواجه معظم دول العالم، خصوصاً الدول التي يقصدها السائحون، مبيناً أنه من الأسهل اتباع الأنظمة والاشتراطات العالمية في البناء بدلاً عن تحفيز أنظمة البناء التقليدية، إلا أنه حينما يحمل المكان تاريخاً وإرثاً حضارياً عريقاً يتوجب على أي مبادرة للتطوير أن تستوعب هوية المكان وتاريخه. وقال إن تطوير المنطقة المركزية ضرورة ملحة ولا أحد ينكر فضل الإصلاحات الإيجابية التي يسرت للزوار إقامتهم وأداء مناسكهم، وكان يجب مراعاة هوية المكان ومحاولة احتوائها في التطوير المقترح بشكل أعمق حتى يبقى للمكان خصائصه وميزاته الفريدة. وأضاف أن التصميم المقترح عبارة عن حديقة عامة «فراغ عام» يقع في المحيط الغربي للمسجد النبوي في منطقة المناخة، مبيناً أن الحديقة ستوفر للزوار مكاناً هادئاً للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة في وسط المدينة، وفي الوقت ذاته ستكون الحديقة محاولة لإعادة إحياء بعض من هوية المكان المتغيرة، وذكر أنها ستتكون من مظلات كبيرة وأماكن للجلوس والأكل وممرات للمشاة ومناطق خضراء. وذكر أن المشروع يشتمل استخدام الزخارف الإسلامية الهندسية في تصميم المظلات وأرضيات المشروع، واستخدام النباتات المحلية في تصميم المناطق الخضراء لما تتميز به من سهولة في التكييف مع المناخ المحلي وقلة مياه الري، إضافة إلى استخدام مبدأ المشربية أو الروشان في تصميم المظلات الخارجية، واستخدام تقنيات البناء الحديثة، ومحاولة إضافة العنصر الإنساني للمشروع من خلال تصميم أماكن تسمح للباعة المحليين من بيع منتجاتهم للزوار. وبيّن أن المشروع لاقى قبولاً من جامعة واترلو، وأما على صعيد المملكة فقد تم تقديمه لملتقى التراث العمراني الوطني الثالث بالمدينة المنورة، وتمت الموافقة عليه.