×
محافظة المنطقة الشرقية

علبة هاتف ألكاتيل OneTouch Idol 4S ستكون نظارة واقع افتراضي

صورة الخبر

هل ننتظر أكثر لنسمع عن أرواح بريئة ذهبت ضحية تفجيرات الغدر، ما الذي علينا أن نفعله؟ فالوضع الجاري لا يحتمل المجاملة، ولا التخفي خلف شعارات ومقالات الاستنكار. الآن، علينا أن نعترف بمكمن المشكلة؛ كي نستطيع ايجاد الحلول لها. من جهتنا، وعبر إعلامنا الفارغ، ومناهجنا الدراسية، وخطبنا الدعوية المكررة؛ اعتمدنا على المواجهة بعد الحدث، وكأن مهمتنا ترتكز على الانكار والمناداة بالتخلي عن الأفكار الهدامة. ولذلك؛ رسبنا في مواجهة حرب الأفكار، واخفقنا في وضع إستراتيجية نؤسسها باتقان تحمي ابناءنا وتقيهم شر السيطرة على الفكر، وتركنا داعش ومن يشبهها تمارس السيطرة على العقل وتغيير الأفكار. نحن دأبنا على مواجهة الأعراض والاستنفار للمناصحة والدعوات بالهداية بعد التفجير والقتل، لكننا لم نحسن تحصين جبهتنا الداخلية قبلها، من خلال التربية والتعليم، والفكر القائم المبني على كيفية التعامل مع الفكر المتطرف. ففي التعليم لا تجد منهجا بني وأسس على كيفية التعامل مع الآخر.. منهج يعتمد على بناء الشخصية الإسلامية الحقة وترسيخها في نفوس ابنائنا وبناتنا، فكل ما هنالك مناهج تلقينية. علينا أن ندرك أن أشد الهدم وأعنف الضرر هو ما يأتيك عبر فكرك وثقافتك؛ لأن ذلك يهدم القلاع ويهد الحصون المنيعة، ليبقى ابناؤنا مكشوفين أمام من يريد بهم ضررا. لذا، لنعمل من الآن على تأسيس جديد خلّاق بعد أن ابتلينا بجيل أو أجيال لم نعلمهم كيف يفكرون ويحاورون؛ لاتقاء مثل هذا الفكر، لم نؤسس فيهم كيف يميزون بين الخبيث والطيب، بل أسسناهم متلقين منفذين، لهذا ظهر من استغل هذا البعد السيئ ليزيد من التلقين ويوغل في إقصاء العقل وتبرير ما يقومون به من أناس يعتقدون أنهم هم من يملك الحقيقة، فكان النتاج قتل النفس التي حرم الله قتلها. نحن مطالبون -وبشدة- بمراجعة شاملة لمناهجنا وفكرنا الدعوي، نبني إستراتيجية تعتمد التحرر من التفكير المتزمت مناهج ودعوة، تقدم الإسلام بأبهى شكل ووفق الرقي الذي دعا له. علينا أن نبذل كل ما من شأنه مناهج تعمل على رفع مستوى التلاقي والحوار وتقبل رأي الآخر والتخاطب والأسس الأخلاقية في التعامل. ونحن إن فعلنا ذلك لن نأتي بجديد؛ لأنها المثل الأعلى التي نجدها في محكم التنزيل، وفي الأحاديث النبوية الشريفة. علينا أن نفكر جديا في إعادة صياغة تعليمنا والرسائل الموجهة، وألا نركن إلى من يخرج علينا ليستخف بعقولنا، وكأنه هو من يملك الحقيقة، وعلى الآخرين أن ينصاعوا له! فالزمن تغير ولا بد من إعادة تنمية التفكير والعقل؛ كي يدرك حقيقة ما حوله، فقد سئمنا تعبئة ابنائنا؛ لكي يكونوا آلات مطواعة، وحينما ننشغل عنهم يجدون من يعيد تحريكهم وتغذيتهم بنفس النهج لكن وفق المفهوم العدائي التفجيري..