متأكد أنا أن صاحب هذا القول لا يقصد انطباق كلمة السفر على أي زمان ومكان. كان لا شك يقصد الوسائل القديمة كالإبل والمراكب الشراعية المستهلكة، فالعائد من رحلة تلك الوسائل مولود؛ لأنهم في الأولى عرضة للضياع والظمأ، وفي الثانية حسب تغيّر الرياح وهدوء البحر أو هيجانه. الآن عهد اليخوت المترفة والطائرات والقطارات ذات السرعة المتناهية، والفرق واضح. نقرأ تحذيرات من السفر إلى تايلند دون الارتباط بعمل. عمل تؤيده الغرف التجارية، ولا يساورني شك بأن هذا حرص على سلامة السعودي في أسفاره، لكنني - من ناحية أخرى - نظرتُ إلى الموضوع من جانب آخر وهو أن تايلند بلد سياحي، وفيه الكثير من الشواطئ والخلجان والغابات والجبال، ويستحق أن يكون من ضمن اهتمام السائح السعودي، أو العابر إليها من مناطق أخرى. صحيح ان حوادث مؤلمة تعرض لها الكثير من الزوار إلى تلك البلد. لكن المسافر عرضة للمكروه في دول اسكندنافيا أيضاً. دعوني أقف لأقول إن نسبة كبيرة من السياح الخليجيين لا تبحث عنهم المشكلات، بل هم يبحثون عنها. وأعرف أسرة أو أكثر سعودية، تذهب صحبة راشدين إلى تلك البلاد، وهم من رجال الأعمال لكي لا اخطئ في التصنيف يذهبون إلى هناك (تايلند) كل سنة تقريباً، ويستأجرون أكواخاً جميلة، في مناطق جميلة ونائية عن "الألوان البرتقالية" والقرمزية..! وفيها من المرح الكثير ومن الجمال الخلاب فوق الكثير ولم يذكروا أنهم تعرضوا لمكروه. ثم ان الحوادث تقع في كل مكان وزمان. وقال لي صديق سافر إلى بلد (غير تايلند) إن صناديق الأمانات في الفندق الذي كان ينزل به تتعرض للسرقة الليلية المسلحة. وبركة الله جعلته لم يودع جواز سفره ونقوده في الاستقبال لأن رحلته كانت متأخرة. والحذر لا يمنع الخطر. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net