حظي جناح الإمارات الذي تشرف عليه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مهرجان الجنادرية، الذي يقام حالياً في المملكة العربية السعودية، باهتمام كبير من ضيوف المهرجان الذين قدموا للاطلاع على ما يحتويه من إرث تاريخي. ضم الجناح عروضاً وفقرات فنية وفعاليات ترفيهية متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً من الجمهور الذي تفاعل مع عروض الفرق التي قدمت ألواناً متعددة من الفن الشعبي التراثي الإماراتي على وقع الأهازيج والألحان العتيقة، بما يعكس حب الزوار للتراث ولهذا اللون من الفن الشعبي، ومن بين هذه العروض العيالة، الحربية، اليولة والعازي والتي سترافق الزوار طوال أيام المهرجان لتمتعهم بالعروض الإماراتية التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، أما عروض اليولة فيقدمها شباب من أبناء الإمارات باستخدام البندقية. حضور قوي قال سعيد حمد الكعبي إن جناح الإمارات في مهرجان الجنادرية يعكس الحضور الإماراتي القوي على الساحة الثقافية الشعبية، ما يسهم في تعزيز صورة الإمارات كوجهة سياحية عالمية بملامح عربية خالصة، منوهاً بتميز الأنشطة البيئية البدوية بما تضمه من عروض حية للصقارة وتأدية فنون الشلة والربابة في الخيمة التراثية. واستقطب السوق النسائي الإماراتي في الجناح مزيداً من العائلات التي اطلعت على الحرف اليدوية الإماراتية التي تبدعها أنامل الإماراتيات من سدو وخوص وتلي وأكلات شعبية ومنتجات حرفية أسهمت في إبراز دور المرأة في استمرار المحافظة على هذه الحرف حتى يومنا هذا، باعتبارها مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية. واجتذب ركن نقوش الحناء أعداداً كبيرة من الفتيات الصغيرات؛ فضلاً عن مجلس النساء الذي يستضيف زائرات الجناح في أجواء إماراتية خالصة. كما أسهم جناح الإمارات في الترويج السياحي لإمارة أبوظبي من خلال الكتيبات التي تم توزيعها على ضيوف الجنادرية لاستقطابهم إلى العاصمة الإماراتية عبر تعريفهم بأبرز الفعاليات والأنشطة التي ستقام خلال هذا العام. وتروي ثلاثة معارض للصور وقائع تاريخية وأحداثاً مهمة في وجدان الشعوب. يجسد المعرض الأول العلاقات الإماراتية السعودية، ويطرح الثاني مجموعة من الصور التراثية، ويسرد المعرض الأخير مسيرة التطور الإماراتية في القرن الـ20 من البداوة إلى المعاصرة. ونجح الجناح في التعبير عن موروث الإمارات بما يحمله من قيمة وأصالة، من خلال تقديمه تسلسلاً تاريخياً لتطور الحياة في الإمارات وصولاً إلى النهضة الكبرى التي تعيشها الآن عبر فعالياته وأنشطته المتنوعة التي يستضيفها بشكل يومي. ويضم الجناح ركناً للبيئة الزراعية يستعرض فيه كيفية صناعة الحبال، والخوص، والدعون وعريش العين، كما يشتمل على ركن لإعداد القهوة على الطريقة التقليدية، ويقدم للزائرين عروضاً حية للصقارة التي صنفتها اليونسكو ضمن التراث الثقافي غير المادي للإنسانية في ركن البيئة البدوية التي تستضيف أيضاً عروض الشلّة والربابة. وجال زوار المهرجان في السوق الشعبي الذي يحتل مساحة مميزة داخل الجناح عبر مجموعة من العناوين والتراثيات المستوحاة من أعماق البيئة الإماراتية مثل التمور، والحلوى المحلية، والعطور والبخور، والأزياء الرجالية، والعسل المحلي الإماراتي. وفي المجال الثقافي يقدم الجناح لزائريه باقة متنوعة من الأنشطة المتميزة، إذ يعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن الإمارات العربية المتحدة وتاريخها. وأعرب رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة سعيد حمد الكعبي، عن سعادته بهذا التفاعل مع جناح دولة الإمارات، مؤكداً أن التفاعل يعد دافعاً لجميع العاملين في الجناح لتقديم أفضل ما لديهم وبما يعكس الروح الإماراتية التواقة للإبداع على مدى تاريخها، لافتاً إلى أن المشاركة الإماراتية هذا العام استثنائية تلقي الضوء على تراث الدولة ومكوناتها الثقافية وفنونها الشعبية، وتثبت أن تاريخ الإمارات زاخر بما صنعه إنسانها، وذلك من خلال الفعاليات التي يستقطبها الجناح بالإضافة إلى التعريف بالتراث الجغرافي.