بلغت مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية الفاصلة بين سوريا وتركيا قدرتها القصوى على الاستيعاب مع تدفق عشرات الالاف من السكان الهاربين من هجوم واسع تشنه قوات النظام في محافظة حلب وتتخوف انقرة من نزوح اعداد اضافية. واعلن مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية ليل الاثنين ان ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا بلغت طاقتها "الاستيعابية القصوى"، لافتا الى نزوح نحو 31 الف شخص من مدينة حلب ومحيطها في الايام الاخيرة، "ثمانين في المئة منهم من النساء والاطفال". ويضطر العديد من النازحين "للنوم في الشوارع والعراء بدون بطانيات او اغطية" وفق المحمد، الذي يتولى مهمة "مدير الصيدلية والتبرعات" في منظمة اطباء بلا حدود. واوضح أن منظمات الاغاثة كانت توزع خيما مخصصة لسبعة اشخاص لكن اكثر من عشرين شخصا يضطرون للمبيت فيها في وقت لم تعد منازل سكان القرى الحدودية قادرة على استيعاب عدد اضافي من النازحين. وبعد اسبوع على بدء هجوم واسع في ريف حلب الشمالي بدعم من الغارات الجوية الروسية، تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة وقطع طريق امداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا. وباتت للمرة الاولى منذ العام 2012 على بعد نحو عشرين كيلومترا من الحدود التركية. وتمكنت قوات النظام بفضل هجومها من التقدم باتجاه مدينة تل رفعت، وهي واحدة من المعاقل الثلاثة المتبقية للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، الى جانب مدينتي مارع واعزاز.وتستهدف الطائرات الحربية الروسية، وفق المرصد، بعشرات الغارات بلدات وقرى ريف حلب الشمالي، وبينها تل رفعت.ويقول محللون ان قوات النظام تهدف من خلال تقدمها الى اغلاق الحدود التركية "لحرمان الفصائل من الدعم اللوجيستي". وتعمل منظمات الاغاثة في المنطقة الحدودية مع تركيا على تلبية الاحتياجات الاساسية للنازحين الذين اضطروا الى ترك منازلهم جراء العمليات العسكرية والقصف الجوي الكثيف من دون ان يتمكنوا من حمل شيء معهم.وقال مسؤولون في الاغاثة ان "معظم العائلات غادرت بثيابها فقط" مشيرا الى تسجيل "حالات اسهال" بني النازحين بسبب البرد والاكتظاظ. المصدر: بيروت : وكالة الانباء الفرنسية