×
محافظة المنطقة الشرقية

الشباب يتغلب على الخليج بهدفين

صورة الخبر

حينما أصيب ابن المحسن الشهير "ناصر الرشيد" بالسرطان، وعاد من رحلته العلاجية في الخارج، قرر إنشاء أحد أهم وأكبر مراكز علاج سرطان الأطفال في العالم على نفقته الخاصة. يحسب لهذا الرجل عزوفه عن الضوء تماما. وهو ليس موضوعنا. لكن الرجل حينما شعر بالمعاناة، والألم، واستشعر معاناة غيره بنى هذا الصرح الطبي العملاق. مستشفى الملك فهد لأورام الأطفال. المعاناة التي يشعر بها كثير من الأسر في بلادنا، ولم يشعر بها رجل أعمال ضخم حتى الآن، هي الأطفال التوحديون! يوجد في السعودية اليوم -وفقا لإحصاء منشور- 250 ألف طفل توحدي، وهذا حسبما قرأت يتجاوز المعدل العالمي قرابة النصف! لا أعلم هل يستطيع قارئ هذا المقال أن يعرّف لنا مرض التوحد، ويذكر معاناة واحدة تواجهها أسرته!عموما، وأمام هذه النسب المرتفعة، ما تزال أسر التوحديين تواجه مشاكلها منذ سنوات. الأولى عدم وجود مراكز كافية لعلاج واحتواء هذه الشريحة المهمة. المعروف منها قرابة عشرة مراكز أغلبها تنتشر بين الرياض وجدة، ولا أعرف كيف تستطيع أداء مهمتها؛ خاصة إذا ما علمنا أن أغلبها تعمل بجهود ذاتية، ودعم خيري! النقطة الأخرى هي عدم معرفة كثير من أفراد المجتمع بهذا المرض، وأعراضه، وكيفية تمييز الطفل التوحدي عن غيره، ناهيك عن جهل أسر كثيرة بكيفية التعامل السليم مع الطفل التوحدي، فيتحول إلى مصدر قلق وإرهاق للأسرة، وتتضاعف معاناة الطفل نفسه؛ لعدم وجود أسرة تتفهم حالته وآلامه. قد -وهذه الـ"قد" ليست من باب الاستهانة بالمعاناة- نكون في حاجة إلى رجل أعمال ضخم، يجد أحد أطفاله توحديا، حتى يشعر بالمعاناة، ويخصص جزءا من ملياراته لبناء مراكز توحد في مدن بلادنا! ثم -وهذه نقطة مهمة أعرضها على وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى- طالما أن الوزارة- بميزانيتها الضخمة- عجزت عن افتتاح مراكز خاصة بهذه الفئة- لماذا لا تُلزم المدارس الخاصة بافتتاح فصول خاصة لهم بأسعار رمزية، تماما كما فعلت الوزارة في عهد الوزير الدكتور محمد الرشيد -رحمه الله- حينما افتتحت فصولا للتربية الخاصة؟ هذا السؤال الأصغر، أما السؤال الأكبر فيقول: هل يعلم الوزير أن الأطفال التوحديون السعوديون هم أكثر النزلاء في مراكز التوحد في الأردن، إن لم يكونوا الوحيدين؟