×
محافظة مكة المكرمة

بالصور .. جنائي الطائف يضبط عصابة آسيوية تورطت في سرقة السيارات

صورة الخبر

حدثنا القرن الماضي عن مصطلح تمدد الزمن، أو الإبطاء الزمني في الفيزياء؛ وقد عرفنا الإبطاء الزمني من النظرية النسبية الخاصة بـ «ألبرت أينشتاين» حينما قام بدراسة السرعات العالية جداً، والقريبة من سرعة الضوء. وتعطي النظرية مثالاً، يُشاهد من خلاله الإبطاء الزمني بين مُشاهدَين، يتحركان بسرعة نسبية كبيرة جداً «نسبة إلى بعضهما بعضاً»، تكون قريبة من سرعة الضوء، ومن الممكن أيضاً حدوث الإبطاء الزمني عندما يكون أحدهما بالقرب من كتلة كبيرة جداً «أي يكون كلاهما في مجال جاذبية تختلف عن الآخر، ويكون الاختلاف كبيراً جداً». ولنأخذ مثالاً على ذلك: مُشاهِدٌ على الأرض، ومُشاهِدٌ على كوكب المشتري، يمر على الواقف على الأرض وقت أطول مما يمر على الواقف وهو في جاذبية المشتري؛ فإذا مرَّت على الواقف على الأرض «مثلاً» ساعةٌ من الزمن، مرَّت على الواقف على المشتري 40 دقيقة فقط، ويرجع ذلك إلى شدة الجاذبية على المشتري. ولا ينشأ هذا الاختلاف عن تقنية الساعتين، وإنما عن طبيعة «الزمكان»، كما تصفها النظرية النسبية. وعلى الرغم من إصابتنا غالباً بحالات من عسر الهضم المعرفي حينما نقرأ نظرية بهذه الدرجة من التعقيد، إلا أن أفلام الخيال العلمي أتاحت الفرصة لـ «اتساع المخيلة» لدى غير المختصين، ما ساهم في تكوُّن قدرة تخيل «ميكروسكوبي إلى تليسكوبي» لأبناء هذا القرن. ولهذا، ليس غريباً أن نتداول في أيام «النصف الأخير» من العقد الثاني من الألفية الثالثة مفهوم تمدد الزمن، لأننا بتنا في أمسِّ الحاجة إليه؛ إذ كيف لنا أن نستوعب كل هذا الزخم الهائل لتطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث تبيِّن إحدى الدراسات المسحية، كما جاء في تقرير صحيفة عرب نيوز السعودية الناطقة باللغة الإنجليزية في عدد يوم السبت من نوفمبر الماضي، أن عدد الحسابات الشخصية للسعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي وصل إلى رقم كبير، جعلنا نحتل المركز السابع على مستوى العالم، كما أوضحت ذات الدراسة، التي قام بها فريق من شركة أرامكو السعودية بالرجوع إلى مواقع إحصائية لعددٍ من تطبيقات «التواصل الاجتماعي» ذاتها، بالإضافة إلى الاستئناس في ذلك بإحصاءات مواقع مشابهة، أن ما نسبته %26 من المراهقين في السعودية، يستخدمون تطبيق «سناب شات»، وأنهم احتلوا المركز الثامن عالمياً في استخدام التطبيق نفسه. أما فيما يخص تطبيق «واتسآب»، فقد أشارت الدراسة إلى أننا بلغنا المركز الـ 14 عالمياً. وفي ورشة عمل أقيمت في مدينة الخبر حول مستقبل شبكات التواصل الاجتماعي، وكيفية الوصول إلى الاستخدام الأمثل نسبياً لهذا النوع من التواصل، أشار أحد ضيوف اللقاء، وهو السيد بنيامين أمبن، مدير مبيعات شركة «تويتر» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى أن عدد مستخدمي «تويتر» في السعودية كبير جداً، وذكر أن %80 من مستخدمي «تويتر» يعتمدون على أجهزة الجوال، وأن %80 يشاهدون مقاطع فيديو «إنترنتية» عبر أجهزة الجوال كذلك. وفي حياتنا الحالية، صار الإنسان يتعرض إلى كثير من حالات «الاستلاب المعنوي» بحجة «التواصل الاجتماعي»، بينما نحن في منازلنا نطبِّق بنجاح مفارقة لا جدال فيها؛ حيث إن بيوتنا تحتوينا «أجساداً فيزيائية»، ونظهر بين عائلاتنا في وقت أصبحت درجة التواصل مع أفرادها تتناقص حتى أصبحنا نتساءل بمرارة عن «سليقة» طيبي الذكر «أجيال ما قبل التفاصل الاجتماعي». وبخدعة «التواصل» يستنطقنا نصُّ الموروث الشعبي بأننا الآن مثل «عين عذاري»! هذه الظاهرة هي من تداعيات عصر العولمة بكل سلبياته، وإيجابياته، ولا مناص ولا مفر منها، فنحن واقعون تحت هذه التأثيرات، وهناك تحولات سلوكية تسلبنا لغة التواصل، هذا التواصل الذي عهدنا طيبته، ومتانة أواصره، وأصبحنا نخاف من أن نصاب بأمراض أسوأ، وعلل يعجز عن علاجها الحكماء. والوضع كما يبدو يسير في منحنى متسارع، وفي ميل حاد عن الجادة؛ إذ إن الـ 24 ساعة لا تكفي «يومنا المشغول» بهذا العدد الجنوني من وسائل التواصل الاجتماعي، فهل نتمدد زمنياً، ولو كان ذلك عبر كوكب وسيط، ينقل يومنا الأرضي إلى 25 ساعة؟!