كان أبرز سمات ميزانية هذا العام .. عام 2014 هي إطلالة خادم الحرمين الشريفين.. الذي كان كتابا مفتوحا.. أطلق من خلال النظرة الأولى إلى وجهه الكريم كل دواعي البشر والفرح.. وترجم في عبارات وجيزة وفي بلاغة الفقهاء.. ذلك أنه كان صادق المشاعر والإحساس وبلغ ذروة الأريحية والنبل عندما قال مخاطبا الوزراء أن يؤدوا واجبهم بإخلاص وأمانة وأن يضعوا الله عز وجل بين أعينهم.. وطالبهم بمقابلة الشعب كبيرهم وصغيرهم كأنهم هو.. وفي ذلك مغازٍ وتعبيرات يشي بها الرمز.. فيها صراحة بأن البعض يفرقون في التعامل بين المواطنين حسب مسؤولياتهم ودرجاتهم الاجتماعية.. إن هذا التحليل الموجز في لمحة.. جسد كثيرا مما يعتور الإدارة في بلادنا. أيها السعودي هنيئا لك: وقد جاءت كلمات الملك الأب الحاني آية في التعبير والعفوية والبساطة والشفافية والوضوح.. هنيئا لك وقد ساواك بنفسه فما ظلم.. هنيئا لك وقد جاءت الميزانية تحمل إرهاصات بعيدة الأمد والمدى من خلال ما تحقق لها من ضخامة بالأرقام. ميزانية بناء الإنسان: ولعل أبرز سمات ميزانية 2014 أنها وفي توجهها العام جاءت مركزة على العناية ببناء الإنسان من خلال تلبية خططه الطموحة وتوفير أقصى الطاقات التي من شأنها أن تفسح المجال أمام العناية بكل الروافد التي تسهم في صناعة حياة كريمة للإنسان السعودي.. وما جاءت به هذه الميزانية فإنما هو يحرر شهادة للقائمين على شؤون المال والاقتصاد والتخطيط.. فقد قادوا السفينة من قبل أعوام عندما تلاطمت أمواج العالم وتكسرت ميزانيات عالمية وضرب الكساد ميزانيات أكبر الدول وتساقطت سواتر كانت تخبئ وراءها هياكل من القش .. استطاعت السعودية التي عمدت إلى سياسة مالية واقتصادية متزنة ورصينة متجنبة الانزلاق فيما هوت إليه بعض الدول الكبيرة والتي شهدت إفلاس كبريات المؤسسات المالية والبنوك.. فعمدت إلى خطة التحفيز بداية من عام 2009 بميزانية تقديرية 400 مليار دولار تجاوزتها بـ100 مليار دولار استثمرتها في تحسين بنيتها التحتية التي كانت تعوق النمو الاقتصادي بالمملكة وقد حققت الخطة أهدافها ولم يخدم ذلك الاقتصاد المحلي فقط بل تعداه إلى الاقتصاد العالمي.. وجاءت ميزانية 2014 لتركز على بناء الإنسان السعودي بالتركيز على التعليم الذي أخذ نصيب الأسد 210 مليارات ريال وقطاع الإسكان 250 مليار ريال وقطاع الصحة 108 مليارات ريال وكلها قطاعات تخدم بناء الإنسان الذي يعد من أهم استثمارات الدولة. من هنا فإن ما تحقق هذا اليوم إنما جاء وليد مرتكزات واعية ومستوعبة استطاعت أن تجنبنا الوقوع في شرك الكساد والخسارة ولعل بشارة خادم الحرمين الشريفين ذات المغازي الكبيرة تؤخذ في الاعتبار حتى يتحقق لنا ولهذه الميزانية ما رسم له. الميزانية الجديدة مولد وزير وأمير: ولعل أبرز سمات هذه الميزانية الجديدة أن جاءت مفاجأة العام المالي الجديد بميلاد وزير ذلكم خالد الفيصل الرجل التاريخ.. الذي عاش ويعيش دائما في ظل الطموحات الكبيرة.. يتفق مع الآخرين ويختلف معهم ولكن الهدف هو تحقيق المصلحة العامة وخدمة الوطن. جاء ليرث تركة مثقلة بالهموم وبالتراكمات الروتينية والآثار السلبية التي أدمت فؤاد المجتمع.. لعل وعسى أن يكون دور هذا الوزير الجديد دور المنقذ وإصلاح ما يمكن إصلاحه.. كان الله في عونه ويسر له الأمر فقطاع التعليم من أهم قطاعات النهوض بالأمم. الأمير: ذلكم هو مشعل بن عبدالله الذي يأتي خلفا لخالد الفيصل الذي شهدت معه المنطقة وفي عهده مشاريع كبيرة شرف الوقت على أوان قطافها وسوف يكون الأمير مشعل أمينا على تحقيق طموحات أبناء هذه المنطقة.. وفق الله الجميع لما فيه المصلحة.. مصلحة هذا الوطن ومواطنيه.. ونسأل الله أن يكثر من المواطنين الصالحين الأمناء على تحمل مسؤولياتهم بصدق وأمانة ويجتهدوا في تحقيق طموحات المليك ومواطنيهم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.