اعتبر خبير علم المستقبل نائب الرئيس الأول للتخطيط الاستراتيجي في شركة سيلزفورس، بيتر شوارتز، أن سر نجاح حكومة دبي يكمن في قدرتها على أن تستشرف المستقبل من خلال فريق مهني متكامل في مكتب رئاسة الوزراء، مؤلف لهذا الهدف، في وقت يكمن الاختبار الحقيقي في اتخاذ القرارات الصائبة عن طريق استشراف المستقبل، واتخاذ قرارات مبنية على حوار بين القادة والمسؤولين الحكوميين. بيتر شوارتز: دولة الإمارات تتميز بأنها واحة للسلام، بينما تعم الفوضى اتجاهات مختلفة حول العالم. وأضاف شوارتز، على هامش مشاركته في إحدى جلسات القمة العالمية للحكومات، بعنوان كيف تستعد الحكومات للمستقبل غير المتوقع؟، أن دولة الإمارات تتميز بأنها واحة للسلام، بينما تعم الفوضى اتجاهات مختلفة حول العالم. وقال إن على الحكومات الانتباه إلى تداعيات عدم استشراف المستقبل، لاسيما في ما يتعلق بأمن الحدود، وهنا يجب أن نستقرئ تداعيات النزاعات على الشعوب في الأعوام الـ20 المقبلة. ولفت إلى أن حكومة سنغافورة هي الأخرى تعد الأفضل في استشراف المستقبل، فهي تعتقد إمكانية القيام بذلك لتحسين التنمية الاقتصادية في البلاد، بينما حكومتنا (الولايات المتحدة الأميركية) لا تبلي بلاء حسناً في هذا الأمر. وتابع شوارتز: ربما نستطيع تفادي أثر الأزمات والكوارث الطبيعية، إذا ما عملنا على استشراف المستقبل، فالبعض يعتقد أن التغير المناخي، على سبيل المثال، بعيد المدى، بينما الحقيقة أنه يتغير بصورة مفاجئة، وله تداعيات كبيرة، كما أن المناخ يتغير، فنحن نلاحظ عواصف في بريطانيا، وفيضانات في الصين، إلا أننا استطعنا استخدام الطاقة النظيفة في المقابل. وأشار إلى أن الحكومات التي تبرهن على شجاعة التحرك قبل أن تقع الأحداث، لاتزال قليلة، عازياً ذلك إلى ضيق أفق بعض الحكومات، متسائلاً: ما الذي يمكن أن نفعله إذا كانت النتيجة سيئة عند استشرافها مسبقاً؟ هل نستطيع تفادي الأزمات قبل حدوثها إذا تحركنا في الوقت المناسب؟ بالطبع نعم. واعتبر أن حسن المناورة حينما تقع الأزمات، مسألة مهمة. وتوقع شوارتز حدوث أزمة مالية قريباً، قائلاً: هذه رابع أزمة في أسعار النفط منذ الثمانينات، وقد تراجعت الأسعار بصورة كبيرة. لكن السؤال: ما القوة المحركة للتغيير؟ وما المعلومات الغامضة حول العرض والطلب؟ وما السيناريوهات الممكنة؟.