لا فارق جوهريا بين المتشددين وما يسمون «الإصلاحيين» في إيران، فالسعي إلى بذر الفتن ونشر المؤمرات والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة هدف يتفق عليه الجميع. ورأى الخبير العسكري اللواء محمود منير ألا حمائم ولا صقور في إيران، «هناك توجه يتمثل في السيطرة على الدول العربية، وبالتالي تسعى جميع الأطراف إلى فرض الهيمنة لتحقيق مصالحها وطموحاتها». ونفى وجود معارضة داخلية في طهران تجاه الأطماع التوسعية لنظام الملالي. واعتبر أن «الادعاء بوجود «حمائم وصقور» أو إصلاحيين ومتشددين أمر غير صحيح، ولكن قد يكون هناك نوع من تبادل الأدوار لتحسين الصورة فقط». وأضاف أن النظام الإيراني يرفض أي وجود لمعارضة داخلية تجاه سياساته وأطماعه وتدخلاته خاصة تجاه دول الجوار الإقليمي. وأكد الخبير العسكري اللواء محمد رشاد، أن «الحمائم والصقور» في إيران يسعون إلى زعزعة الوضع في المنطقة، ويعملون لصالح المشروع التوسعي. واتهم نظام ولاية الفقيه بأنه يهدف إلى تهيئة البيئة لصراع طائفي ربما يمتد لسنوات طويلة. ولفت إلى أن طهران لا تزال تلعب بنيران التطرف الديني والحركات الإرهابية، والسعي للتدخل السافر في شؤون المنطقة، وحذر من أن طموحات إيران التوسعية في الشرق الأوسط تمثل خطرا على العالم لا يقل عن خطر طموحاتها النووية. واتفق الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور سعيد اللاوندي على أنه لا يوجد فرق بين الإصلاحي والمتشدد في طهران تجاه المشروع المخطط له، وقال إن الإيرانيين انتهزوا فرصة تردي الأوضاع في بعض دول المنطقة فسربوا لتلك الدول مذهبهم كما في لبنان وسورية والعراق واليمن، ودعموا رجالهم في هذه الدول بالمال، فسيطروا بأموالهم على الفقراء والجهلاء. وأفاد رئيس وحدة الدراسات الآسيوية الدكتور محمد كمال بأن سياسات الملالي أفقدت طهران الكثير من أصدقائها على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتوقع أن يلفظ الشعب الإيراني حكامه قريبا، خصوصا بعد تدهور العلاقات مع الدول العربية. ولفت إلى أن هذه العلاقات مرشحة للمزيد من التوتر والقطيعة بل والمقاطعه العربية.