الرباط: «الشرق الأوسط» قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إن نجاح حكومته بصفة خاصة والحكومات المتعاقبة هو نجاح للمغرب، وتحصين للوطن ليكون المستقبل زاهرا، مشيرا إلى أن الخطأ الذي ارتكبته حكومته هو أنها لا تعرف كيف تسوق لإنجازاتها. وجدد التأكيد على عزم حكومته تنزيل الإصلاحات التي وعد بها المغاربة في البرنامج الحكومي من ضمنها إصلاح أنظمة التقاعد. واستغل ابن كيران، الذي كان يتحدث أمس خلال الجلسة الشهرية للمساءلة حول السياسيات العمومية المخصصة لقضايا «تجميد الحوار الاجتماعي» و«برنامج تحدي الألفية»، تزامن الجلسة مع قرار المجلس الدستوري بشأن دستورية حكومته، لدعوة المعارضة إلى التزام الموضوعية والواقعية و«تجنب رمي الحكومة بأي كان». وطالب ابن كيران أحزاب المعارضة بالاجتهاد وإنصاف حكومته، وقال إن هذه الأخيرة لا يمكن أن تنسب لها جميع الإخفاقات. من جهة أخرى، جدد ابن كيران التأكيد على أن «الشعب المغربي ما زال يثق في الحكومة»، معدا أنها «حكومة شرعية ما زالت أمامها انتظارات» وقال ابن كيران: «لا أبالي بالتهديدات والتحذيرات وسأواصل الإصلاحات». وأكد عزمه على إصلاح صناديق التقاعد المهددة بالانهيار مع مطلع 2021. وأوضح ابن كيران قائلا: «إننا لن نبتعد عن إصلاح التقاعد وسنقوم به مهما كلف الأمر»، مشددا على أن «الثقافة القديمة المبنية على الصراع لم تعد ممكنة»، مؤكدا «حرص الحكومة على الحوار مع الفرقاء الاجتماعيين للخروج بهذه الصناديق من الأزمة التي تتهددها». وعاد ابن كيران لتبرير موقف حزبه من الربيع العربي، مؤكدا أن تلك المرحلة تطلبت من حزبه قول «نعم للإصلاح ولا للمغامرة بالاستقرار». في غضون ذلك، تحولت جلسة الاستماع الشهرية إلى ساحة لتبادل الاتهامات بين رئيس الحكومة وحزب الاستقلال المعارض، حينما فجر ابن كيران فضيحة مدوية أثناء حديثه عن موضوع استرداد الأموال المهربة للخارج، متهما حزبا لم يكشف عن اسمه، بمراكمة قادته المليارات من الدراهم في المصارف الخارجية، مؤكدا أنه «يتوفر على معطيات لن أكشف عنها». وأعلن ابن كيران عن توفر الحزب ذاته «على شقق في باريس ومع ذلك يظهر حركات فروسية». وكان جدل كبير قد أثير حول قيام وزيرة الصحة السابقة ياسمينه بادو بتحويل مبالغ مالية ضخمة لشراء شقتين فاخرتين في باريس من دون الحصول على ترخيص تحويل أموال من مكتب الصرف، السلطة المراقبة لتحويل الأموال من وإلى المغرب. ودفعت اتهامات ابن كيران نواب فريق الاستقلال في مجلس النواب إلى الاحتجاج بشدة كادت أن تؤدي إلى توقيف الجلسة الشهرية. واستدرك ابن كيران اتهاماته الثقيلة لحزب الاستقلال بالقول إن حكومته «ليست لها المصلحة في مطاردة الساحرات»، مضيفا أنه استفاد من تجربة حكومة عبد الرحمن اليوسفي. وأعلن ابن كيران أن حزب العدالة والتنمية لا يتوفر على أي أموال خارج البلاد، وتحدى معارضيه بالقول: «إذا ثبت توفر الحزب على أموال في الخارج فهو مستعد للمحاسبة وإرجاعها للدولة»، موضحا أن العفو الضريبي عن مهربي الأموال إلى الخارج «لن يكون حزبه من المستفيدين منه». واستعان ابن كيران ببيت شعري للشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم للرد على غضب نواب حزب الاستقلال، قائلا: «مر الكلام زي الحسام يقطع مكان ما يمر أما المديح سهل ومريح..»، وأضاف أن الذي «يعطي لنفسه سلطة توزيع الأصفار عليه أن ينتظر الأجوبة القاسية».وكانت النائبة كنزة الغالي من حزب الاستقلال قد منحت حصيلة حكومة ابن كيران نقطة «صفر» على 10. في سياق ذلك، أعلن ابن كيران أن حكومته ما زالت تعمل على تنفيذ التزامات الحكومة السابقة المتعلقة باتفاق 26 أبريل (نيسان) 2011 بين الحكومة والاتحادات النقابية، معلنا أن الحكومة رصدت مليارا و600 مليون دولار برسم موازنة 2014. وفيما يتعلق بمحور برنامج تحدي الألفية الذي بلغت موازنته 697 مليون دولار، كشف ابن كيران أن هذا البرنامج الذي مولته الولايات المتحدة ساهم في تحسين مستوى عيش نحو 600 ألف أسرة مغربية منها 110 و400 ألف أسرة قروية في إطار مشروع الأشجار المثمرة، و24 ألفا و800 مستفيد، في إطار مشروع الصيد البحري التقليدي، و29 ألفا و400 صانع تقليدي في إطار مشروع الصناعة التقليدية ومدينة فاس، وأزيد من 104 آلاف مستفيد من نشاط محو الأمية الوظيفية والتكوين المهني.